سعيد الشحات

صناعة الإرهاب

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإرهابيون الذين دخلوا إلى الكنيسة البطرسية لارتكاب جريمتهم هم أبناء ثقافة منحطة، تستحل الأنفس التى حرمها الله، أبناء ثقافة لا تحترم أى حرمانية لدور العبادة، مسجد أو كنيسة.
 
هم أبناء ثقافة إرهاب يروجها البعض حول ما يعتقدون بأنه «النظرة الدينية الإسلامية نحو أهل الكتاب»، ووصلت ذروتها وقت حكم جماعة الإخوان ومحمد مرسى حينما صال وجال سلفيون وإخوان بفتاوى علنية متخلفة تحرم تهنئة الأقباط فى أعيادهم، بل وتحرم السلام عليهم،أحدهم قال: «ده عيد مسيحيين مال المسلمين وماله»، كان هؤلاء يعلنون مثل هذه الفتاوى وفى نفس الوقت يذرفون دموع التماسيح على إرهابيين يقتلون أطفالا ونساء أبرياء مسلمين ومسيحيين على حد سواء فى سوريا والعراق وليبيا.
 
هم أبناء ثقافة علا فيها صوت «شيوخ» عن وجوب اعتبار النساء غير المسلمات كسبايا، والمسيحيين «أهل جزية»، تحدثوا فى فضائيات على راحتهم، ولم تستضفهم تلك الفضائيات من باب المواجهة والتصحيح، وإنما من باب الإثارة لجذب أكبر شريحة من المشاهدين.
 
الإرهابيون الذين دخلوا الكنيسة أبناء ثقافة إرهاب تتحدث عن أقلية دينية وأغلبية دينية، وعلى الأقلية أن تنصاع إلى رغبة الأغلبية، حتى لو تعارض ذلك مع القوانين، ووصلت السفاهة  فى ذلك حد أن البعض أفتى بأن عقوبة القاتل والمقتول المسيحى لا يجب النظر إليهم كالقاتل والمقتول المسلم.
 
هم أبناء بعض الموروثات المتخلفة حول «رائحة بيوت المسيحيين وتناول طعامهم»، وعدم شراكة المسلم والمسيحى فى تجارة ومال.  
 
هم أبناء ثقافة قام واحد من صناعها ومروجيها بتمزيق «الإنجيل» علنا والتباهى بهذا الفعل الآثم فى بعض الفضائيات، وقاموا بتأويل صحيح الدين الإسلامى إلى حيث يريدون ليعطيهم شرعية خاصة لما يرتكبون من جرائم.
 
شهداء العملية الإجرامية فى الكنيسة البطرسية هم حصاد حشو العقول بكل بالفتاوى الدينية والآراء المتخلفة التى تسىء لديننا الإسلامى بكل سماحته ووسطيته، والتحدى أمامنا الآن يكمن  فى مواجهة كل ذلك  ليس بالإجراءات الأمنية وفقط، وإنما بمواجهة سياسية وثقافية لتصحيح الكثير من أوضاعنا، والقضاء على كل هذه الخزعبلات التى تجعل من مستقبليها باقتناع مشاريع إرهابية جاهزة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة