أثارت فتوى ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، وطبيب الأطفال بالأساس، حول عدم جواز بيع الأدوية التى تحتوى على نسبة كبيرة من الكحوليات، جدلاً واسعًا بين الأزهريين، الذين أكدوا أن الأدوية التى تشفى من الأمراض يجوز بيعها وشراؤها، مستشهدين بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إن الله - عز وجل - لم يجعل شفاء أمتى فيما حرِم عليها".
جاءت فتوى ياسر برهامى عبر الموقع الرسمى للدعوة السلفية "صوت السلف"، ردًّا على سؤال نصه: "أحد الأدوية المستوردة - وهو منتج سعودى - عبارة عن دواء كحة للأطفال، وفيه مادة اسمها "إلكسير إس"، حذرنى أحد الإخوة منه، لوجود كحول إيثيلى ضمن مكوناته، وفى نشرة الدواء فقرة فيها أن الملعقة الواحدة تحتوى على (5 ملليمترات مِن إلكسير إس) على 220 ملليجرامًا مِن الإيثانول، وأنا متوقف فى بيعه حتى أعرف هل يجوز بيعه أم لا"، ليرد نائب رئيس الدعوة السلفية قائلا: "لا يجوز بيعه؛ لأن نسبة الكحول فيه كبيرة، وإذا شُرب كثيرًا أسكر".
"البحوث الإسلامية": ياسر برهامى ليس من أهل التخصص وعليه الانتباه لتخصصه
فى هذا الإطار، أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه يجوز بيع وشراء الأدوية التى بها نسبة كبيرة من الكحوليات، إذا كان هذا الدواء بقرار من طبيب، وطلب من المريض شراء دواء به نسبة كبيرة من الكحول.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن الأطباء يعدون فى الإسلام من أهل الذكر والقرآن الكريم قال "فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ" وهناك قاعدة تقول إن صحة الأبدان مقدمة على صحة الأديان".
وتابع "الجندى" تصريحه ردًّا على فتوى ياسر برهامى بتحريم بيع وشراء الأدوية التى بها نسبة كبيرة من الكحوليات: "لا ينبغى إطلاق العنان للتحريم، لأن الأصل فى الأحكام هو الإباحة وليس الحرمة"، موضّحا أن "برهامى" ليس من أهل التخصص كى يفتى بعدم جواز شراء أدوية بها نسبة كبيرة من الكحوليات، وعليه أن ينتبه لتخصصه.
رئيس لجنة الفتوى الأسبق: الإنسان يشترى دواء لا خمرا.. والرسول قال "تداووا عباد الله"
فى السياق ذاته، قال الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن تداول الأدوية التى بها نسبة كبيرة من الكحوليات جائز طالما لم يتوفر لها بديل، موضّحا أن بيعها فى الصيدليات أو شراءها أمر جائز، حتى إذا كان نسبة الكحوليات بها عالية.
وأضاف رئيس لجنة الفتوى الأسبق فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن نسبة الكحول لا مشكلة فيها إذا لم يتوفر دواء خالٍ من الكحول، متابعًا: "عندما يشترى الإنسان دواء فإنه لا يشترى خمرا أو حكولا، وإنما يشترى دواء"، مستشهدا بقول الرسول: "يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، إلا داء واحدًا، الهرم".
واستطرد رئيس لجنة الفتوى الأسبق: "إذا كان المسلم يذهب للصيدلية ليشترى خمرًا أو كحولا ليشربه، والهدف منه أن يغيب عقله، فهذا حرام ولا يجوز، والضرورات تبيح المحظورات".