لا تفسير للحادث الإرهابى البشع فى الكنيسة البطرسية، وقبله حادث مسجد السلام فى منطقة الهرم، سوى أنه محاولة أخرى جديدة من «محور الشر» بأطرافه الداخلية والخارجية لعقاب مصر على ماقامت به فى 30 يونيو 2013، من تحطيم الأوهام والأساطير لمخططات التقسيم واستراتيجية الفوضى الخلاقة لمصر ولدول المنطقة. إنهم يعاقبون مصر بالتفجيرات الآن بعد أن فشلوا فى خنقها اقتصاديًا وحصارها سياسيًا ودبلوماسيًا، وبعد أن أخفقوا فى مخطط بيع سيناء وجعلها مأوى للمرتزقة والإرهابيين، وفشلهم فى صفقة الخيانة والبيع وتبادل الأراضى التى اتفقوا عليها مع مرسى وجماعته الإرهابية وهو ما سمى بصفقة «الجيورا لاند» بصفقة الـ8 مليارات دولار لإقامة دولة غزة الإسلامية، وانهارت المؤامرة تحت أقدام و«بيادة» الجيش المصرى..يعاقبون مصر على إزالة شعبها نظام الفاشية الدينية للإخوان وأتباعهم الذى كان هو الباب الذهبى لتنفيذ مخطط التقسيم وتركيع وإخضاع مصر للتبعية التركية والقطرية بالرعاية الأمريكية.
إنهم يحاولون معاقبة مصر التى صمدت فى وجه مخطط تقسيم المنطقة والقضاء تمامًا على ما تبقى من أمل لإقامة الدولة الفلسطينية.. ويعاقبونها على الصمود فى وجه تقسيم سوريا وليبيا واليمن إلى دويلات تسيطر عليها ميلشيات العنف والإرهاب،
إنهم يحاولون معاقبة مصر على الخروج من عباءة التبعية الأمريكية والاتجاه شرقًا وغربًا لضبط ميزان علاقاتها الخارجية مع الدول الكبرى وتنويع مصادر السلاح، وتقوية جيشها ليكون حجرة عثرة أمام تنفيذ المؤامرة والمخطط وشوكة فى حلق المتآمرين من دول إقليمية وأجهزة مخابرات دولية.
لابد أن ندرك أن ما حدث فى 30 يونيو كان- ومازال- شيئًا مهولًا وزلزالًا مصريًا هز عواصم المؤامرة فى الشرق والغرب، وانهارت على جدرانه كل الأوهام والمؤامرات، ولن يمر بسهولة وسوف تستمر المعركة التى حتمًا سينتصر فيها الشعب المصرى وستعبر مصر فوق كل المؤامرات، لأنهم جهلة لا يقرأون التاريخ ولا يعرفون طبيعة وخصائص الشعب المصرى الصابر والصامد والمثابر فى وجه الشدائد والمحن والأزمات والمؤامرات على مر التاريخ من الهكسوس إلى الإخوان.
لا يعرفون مصر وقوة جيشها وصمود شعبها الذى حطم أسطورة التتار والمغول، وكان أحد الأسباب الرئيسية فى غروب شمس الإمبراطورية البريطانية فى 56 وحطم أسطورة الجيش الصهيونى الذى لا يقهر فى أكتوبر 73، وصبر وتماسك أمام محاولات الحصار الاقتصادى بعد 67 وأعلنها صريحة «هنحارب»، ووقف صفًا واحدًا خلف قيادته مثلما هو الآن.
سوف تفشلون فى محاولاتكم ضرب مصر أو تركيعها وإخضاعها، لأن بها شعب صامد اسمه الشعب المصرى.. فموتوا بغيظكم.