لماذا لم يصدق البعض أن محمود شفيق محمد مصطفى هو الذى فجر نفسه فى الكنيسة البطرسية؟، لماذا نشطت حملات التشكيك على مواقع التواصل الاجتماعى؟ لماذا لا نصدق أنه يمكننا التوصل إلى الحقيقة فى مثل هذه القضايا فى زمن قياسى؟.
- بعد دقائق من إعلان الرئيس السيسى عن أن الجريمة ارتكبها انتحارى، وأنه فجر نفسه بحزام ناسف، نشطت التأويلات والتفسيرات والتكهنات وفيها، أن سنه 22 عاما حسب قول الرئيس، فى حين تم القبض عليه وأفرج عنه عام 2014 وكان عمره 16 عاما، أى أن عمره الآن 18 عاما، وهذا معناه أن المعلومات غير صحيحة.
وقيل: كيف تم تجميع أجزاء الجثة وتحليلها بهذه السرعة الفائقة؟ ولماذا لم يتم نفس الإجراء فى قضايا أخرى سابقة؟ تتعدد الأسئلة لأن الجريمة فاجعة، وهناك من يطرحها رغبة فى الوصول إلى الحقيقة، وهناك من يطرحها سيرا على نهج التشكيك فى أى شىء يدين جماعة الإخوان، وهو النهج الذى بدأ منذ ارتكابهم لجرائم الإرهاب فى أربعينيات القرن الماضى باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى والقاضى أحمد الخازندار، ثم محاولتهم الفاشلة فى اغتيال جمال عبد الناصر بالإسكندرية عام 1954.وفى كل هذه المحاولات أنكروا ارتكابهم لها، وأقسى اعتراف لهم يقولون فيه: «هى محاولات فردية من مرتكبيها ولم تأمر قيادة الجماعة بها».
لا أمل فى نقاش المشككين على طول الخط فى اتهام الإخوان ومن معهم بالإرهاب طوال تاريخهم، لكن الواجب يملى مناقشة الآخرين الذين آراهم يطرحون الشك أملا فى الوصول إلى الحقيقة، ومنهم معارضون للنظام الحالى لكنهم يرفضون الإخوان وكل جماعات الإرهاب، ولهؤلاء أقول: نعم هناك سوابق أمنية غير صحيحة وأداء أمنى عليه ملاحظات عميقة، يذكرنا بأن الأجهزة الأمنية بقيادة حبيب العادلى وزير الداخلية فى عهد مبارك أعلنت عن توصلها إلى المتهم بارتكاب تفجير كنيسة القديسين عام 2010 ثم اتضح أن ذلك لم يكن صحيحا، لكن كل الدلائل التى ظهرت فى تفجير «الكنيسة البطرسية» تؤكد أننا أمام سرعة إنجاز فى الوصول إلى الحقيقة، والمراجعة الدقيقة لكلام أسرة «محمود شفيق» وسجل ماضيه يقود إلى تصور أنه يرتكب جريمة من هذا النوع، أما الكلام عن سرعة تحليل الجثة فيكفى ما قاله الدكتور محمد غنيم بأنها يمكن أن تتم فى ساعات مع الأجهزة الحديثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة