لا أدرى لماذا تصمت الدولة على صناع مناخ الكراهية، وتقسيم المجتمع ونشر وباء التطرف والغلو واستقطاب الشباب فى جماعات إرهابية تحت الطلب؟ الدولة وأجهزتها تعمل أذنا من طين وأخرى من عجين أمام ممارسات السلفيين المتطرفين، الذين ينحرون فى بدن المجتمع المصرى، بينما ترفع المؤسسات الدينية الرسمية شعار تجديد الخطاب الدينى وتصمت كأنها أدت ما عليها من واجبات.
قل لى بالله عليك، لماذا لا يحاكم المدعو ياسر برهامى بتهمة إثارة الفتنة والحض على الكراهية والتطرف، وإثارة الانقسام بين فئات المجتمع وإهانة الأقباط شركاء الوطن، رغم البلاغات العديدة المقدمة ضده، ورغم تعمده إثارة الفتنة وبث الكراهية من خلال فتاويه المسمومة وآخرها عدم جواز اعتبار شهداء الكنيسة البطرسية شهداء وكذا عدم جواز الترحم عليهم.
أقولها صراحة إن فتاوى برهامى وأشباهه من الغلاظ المتأسلمين أدعياء العلم والحضارة والمدنية، هى أحد الأسباب الرئيسية للكوارث التى نعيشها، ولن تنصلح أحوال البلاد إلا إذا تم الضرب على يديه ومحاكمته بتهمة تكدير السلم والأمن، فالفتوى الشاذة لم تكن الوحيدة لهذا الفظ الغليظ القلب، بل سبقتها فتاوى تعكس تطرفه وغلظته مثل تحريم توصيل سائقى الميكروباص والتاكسى للقساوسة إلى كنائسهم والإفتاء بحرمة فوائد شهادات قناة السويس، وكذلك جواز تخلى الرجل عن زوجته حال تعرضها للاغتصاب حتى لا يتعرض للأذى.
كما لم يكن برهامى وحده ممن يسمون بمشايخ الجماعات السلفية، الذين يوجهون الشباب إلى اتجاهات متطرفة، فقد توسع هؤلاء المتطرفون فى فتاوى التحريم وإثارة الشقاق، ومنها فتوى محمود لطفى عامر بتحريم الاحتفال بيوم هجرة الرسول من مكة للمدينة، وهو اليوم الذى يؤرخ به المسلمون تقويمهم الهجرى، وفتوى المدعو مرجان سالم الجوهرى، الذى دعا محمد مرسى إلى هدم الأهرامات وأبى الهول لتطبيق الشريعة وتوحيد الله، مؤكداً فى حوار تليفزيونى إن هناك أدلة من القرآن الكريم، تؤكد أن على المسلم الحق أن يقوم بتدمير كل التماثيل التى تجعل الناس تُشرك من دون الله، حتى لا يأتى يوم على المسلمين يعبدون فيه الأصنام، وكذا فتوى أسامة القوصى بجواز التلصص لرؤية الفتاة التى تريد الزواج منها وهى تستحم، حتى تطمئن إلى حسن مفاتنها إذا كنت صادقا فى الزواج منها.
الدولة مطالبة بالضرب على أيدى هؤلاء المفسدين، الذين يسعون إلى تشكيل أدمغة أجيال كاملة، لتكون كتائب احتياطية للتطرف والإرهاب، لديها الاستعداد للخروج على المجتمع فى أول مرحلة ضعف، فهل ننتظر محطة جديدة للفوضى أم نجفف ينابيع الإرهاب؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة