أكد الدكتور صوما بوجودة، مدير مركز التعليم بالجامعة الأمريكية فى بيروت، أن الدراسات الدولية مؤشر مهم لقياس مدى تطوير الدول لمناهجها التعليمية، مشيراً إلى أن العالم العربى يعانى أزمة حقيقة فى مناهج التعليم الأساسى.
وأضاف صوما، خلال كلمته فى المنتدى الرابع للبحث العلمى والتنمية المستدامة، أن واقع الإصلاح التربوى فى منظومة التعليم يحتاج لتصور منظومة أعلى الهرم لمراجعته من الوزارات ثم المؤسسات والمراكز البحثية ثم الكليات والجامعات والمدارس بمختلف فئاتها.
وأوضح صوما أن أولياء الأمور ليس لهم تصور ملموس فى تحسين هذا الوضع السائد فى الدول العربية، مؤكداً ضرورة تطبيق مفاهيم اللامركزية فى التعلم، والعمل على قيادة موزعة للحفاظ على حقوق المعلمين، وعمل الاتجاهات المتغيرة، وخلال السنوات الخمس الأخيرة كان الإصلاح العربى مرهونا باستراتيجات كبيرة، لتقوية المجتمع لإنجاح فكر الاستدامة.
وأشار صوما إلى وجود نقص فى أبحاث إصلاح التعليم بالمجتمع العربى، حيث يقوم الوطن العربى بالاستعانة بمناهج الدول المتقدمة فى هذا المجال، لافتاً إلى أن هناك فرصاً محدودة للشباب فى خضم نزاعات سياسية منفصلة عن واقع العمل العربى، والمشكلة هنا وجود معوقات المساواة بين الجنسين والتعليم والصحة، لذا دعت منظمة اليونسكو لترسيخ مبادئ التعليم المستدامة.
وأضاف صوما أنه على الرغم من تحديات السنوات الأخيرة إلا أن الوطن العربى شهد تحسنا فى المنظومة التعليمية، لكن الأزمة الحالية هى نوعية المواد والمناهج المقدمة التى تواجه نظم التعلم التى تتنافى والقرارات الدولية.
وأشار إلى أنه فى يناير الماضى بدأت خطة التنمية المستدامة، حيث تضع الدول العربية نصب أعينها أهدافا جديدة لحشد الجهود للقضاء على الفقر العلمى ومعالجة تغيير المناخ، والهدف الرئيسى الآن هو التعليم الجيد، لأنه أحد أهم أهداف التنمية المستدامة.
وطالب صوما بضرورة تبنى تطوير تعليمى يحمل منظورا يناسب التربية والإصلاح العربى للنشء، والعمل على إنتاج دراسات تربوية خاصة بالعالم العربى، مع استخدام تدريب الشباب والشابات مع البعد عن نظريات الخارج فى إصلاح معلومة ما قبل المرحلة الجامعية، لتكون هذه الدراسات متضمنة المعتقدات العربية وتغيير تقنيات الفهم لتواكب الثقافة العربية مع تغيير استخدام سياسة التغيير.
وأشار إلى أن المعرفة المجردة أحد أهم المشاكل التى يواجهها العالم العربى، فى إشارة إلى بعد المسافة بين مسائل الرياضيات فى المناهج التربوية وبين تطبيق هذه المسائل فى الواقع الحياتى، بما يعنى أن المدارس تسعى لتأسيس ثقافة "التغريب" بين الطالب وواقعه الحياتى، مع ضرورة التشديد على التفكير العلمى المنظم، الذى يسعى دائماً لحل المشاكل الخاصة بالعالم المحيط، ليؤهل الطالب على مجابهة أى تحديدات تواجهه، ما يدعم ضرورة تطبيق نظام التعليم المحورى، مع الوصول إلى تحقيق إرادة ذاتية للطلاب فى تحصيل العلوم، بالتزامن مع إعداد جيل من المعلمين يواكب التغيير فى المناهج الجديدة ليكون التعلم من أجل التعلم والتربية من أجل نشء يعتمد على نظام التقصى والبحث عن الأدلة الخاصة بالبحث العلمى لتغيير العادات الفكرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة