بعد عامين أعلن الجيش العراق وصوله إلى موقع مدينة النمرود الأثرية، لكن وصوله جاء متأخرا ولم يجد شيئا، وأعلنت الأمم المتحدة، أن مسلحى تنظيم داعش دمروا موقع نمرود الأثرى بحيث لم يعد بالإمكان التعرف عليه، وخلفوا أطلاله عرضة للنهب ولمزيد من الدمار، حيث أصبحت التماثيل ملقاه على الأرض، والقصر الذى أعيد بناؤه بات أنقاضا، وبقايا الزقورة التى كانت أعمدتها يوما أعلى ما بنى فى العالم القديم بارتفاع نحو 50 مترا، خسرت جزءا من ارتفاعها، وباقتراب معركة الموصل هذا الخريف دمرت الجماعة أيضا أثر زيغورات.
تقع المدينة التاريخية عند ضفاف نهر دجلة على مسافة 30 كلم إلى الجنوب من الموصل، كبرى مدن شمال العراق، وصمم التخطيط العام لمدينة نمرود على شكل مربع محاط بسور طوله ثمانية كيلومترات، ومدعم بأبراج دفاعية. وفى الزاوية الجنوبية من السور يوجد تل نمرود.
وبدأ ذكر المدينة لدى علماء الآثار عام 1820، ثم جدّ علماء أجانب فى استكشافها والتنقيب عنها فى العقود اللاحقة، واكتشف خبير الآثار البريطانى أوستن لايارد مدينة نمرود فى القرن التاسع عشر، ثم نشط عالم الآثار البريطانى ماكس مالوان فى الموقع خلال الخمسينيات من القرن الماضي، واستلهمتها زوجته الروائية أغاثا كريستى فى رواياتها، ومنها "جريمة فى قطار الشرق السريع" و"جريمة فى بلاد الرافدين".
ومن معالم نمرود الأثرية تماثيل الثيران المجنحة الشهيرة ذات الوجوه البشرية ويطلق عليها اسم "لاماسو" وتقف عند مداخل قصر "آشور ناصربال الثانى" ملك الإمبراطورية الآشورية فى القرن التاسع قبل الميلاد ومعابد قريبة من الموقع، ومن أبرز الآثار التى عثر عليها فى الموقع "كنز نمرود" الذى بدأ التنقيب عنه عام 1988 وانتهى بعد أربع سنوات، وهو 613 قطعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة من الذهب.
ويعود تاريخ الكنز إلى نحو 2800 عام، وقد أخفته السلطات العراقية حينها بعد فترة قصيرة من العثور عليه، وعثر على الكنز محفوظا فى المصرف المركزى العراقى، بعد أسابيع من سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين إثر دخول القوات الأمريكية بغداد فى أبريل 2003.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة