لو أن دولة أخرى قامت بافتتاح مشروع ضخم، مثل مشروع محور روض الفرج- طريق الإسكندرية الصحراوى- الضبعة بطول 50 كيلو، وبتكلفة 7 مليارات جنيه تقريبًا، وفى عام واحد فقط لأقيمت الأفراح و«الليالى الملاح»، والاحتفالات لأيام وليالى وأسابيع، ونظمت رحلات خارجية وداخلية لوسائل الإعلام الأجنبية، ودشنت حملات إعلانية وترويجية فى كبريات الصحف العالمية والإقليمية للتعريف بالمشروع.
لكن لا أعرف تحديدا إذا كان لدينا أزمة ومشكلة فى عملية «التسويق والترويج» الداخلى للإنجازات والمشروعات التى تتم على أرض الواقع والتى يمكن وصفها بـ«المعجزة» المصرية فى ظل صعوبات اقتصادية ضخمة وتحديات سياسية ومعارك شرسة ضد إرهاب الداخل والخارج. فكيف تمر المشروعات الضخمة التى افتتحها الرئيس السيسى فى يوم واحد صباح الخميس الماضى، دون احتفال وترويج حقيقى للقاصى والدانى فى مصر وخارجها، حتى يعرف الجميع أن مصر ماضية فى طريقها فى البناء والتنمية والتعمير من أجل المستقبل، وأن هناك إرادة مصرية قوية فى مواجهة التحديات والصعاب، وأن هناك شعبًا صلبًا يظهر معدنه الأصيل وقت المحن والشدائد. وأن مصر لا تنضب من العقول والكفاءات والخبرات المبدعة، والمبتكرة.
الواقع يقول وبدون خجل أو مواربة، أن ما تم افتتاحه من أكثر من 40 مشروعًا للطرق والكبارى والمحاور التنموية والأنفاق ومشروعات الإسكان الاجتماعى، وفى وقت قياسى لم يتجاوز عامًا أو عامين هو «معجزة» جديدة وبسواعد مصرية جبارة. وهذا ليس غريبًا على المصريين فى وقت التحدى والعمل والإنجاز.. فهل نتذكر معجزة عبور قناة السويس فى حرب أكتوبر، وكيف كانت الحسابات السوفيتية من أجل عبور الجيش المصرى للقناة وتحطيم خط بارليف، وأن مصر تحتاج إلى القنابل النووية للعبور، ونقل القوات بالطائرات الحربية للضفة الغربية وحسابات الخسائر. ثم جاء الإبداع والعبقرية من خلال ضابط مصرى اسمه باقى زكى، ليقلب الحسابات العسكرية بنظرية مصرية بسيطة، وهى نظرية «خراطيم المياه».
هذه هى العبقرية والمعجزة المصرية الممتدة منذ آلاف السنين، فى معركة الحرب والثأر، وفى معارك البناء والتنمية التى لاتقل أهمية وحيوية من معركة السلاح.
فى يوم واحد يتم افتتاح مشروعات تنموية وحيوية تعيد بناء مصر من جديد فى الطرق والكبارى والأنفاق والإسكان الاجتماعى، والقضاء على العشوائيات، وفى عام واحد فقط.. إنها المعجزة المصرية والرسالة القوية ضد كل من يحاول أن يكسر إرادة هذا الشعب وقوة هذه الدولة.. كان لا بد أن يكون يوم وأيام وليالى للفرحة التى عبرت عنها ضحكة الرئيس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة