ماجدة إبراهيم

مصر تستطيع.. والمصريون أيضا

السبت، 17 ديسمبر 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

محاربة الإرهاب ليسماجدت قضية دولة بجيشها وشرطتها وحدها ولكنها قضية شعب يريد أن ينجح

 
 
إن فى القلب مرارة تتذوقها كل شرايينى.. وفى الحلق غصة لا تزول بشرب الماء.. أبحث فى كل الوجوه عن الضحكة المصرية العامرة فتتسرب إلى نفسى أحداث دموية لا يصدقها عقلى أن يفعلها مصرى.. لا أصدق أن من فجر نفسه فى الكنيسة البطرسية مصرى رضع من لبن أمه ولا من ينال من عشرات الأبرياء فى كل أنحاء مصر بالتأكيد قبل أن يحولوه إلى إرهابى أو يسيطروا عليه بأفكار سامة طلبوا منه أن يتنازل عن مصريته.. لا أقول ذلك من فراغ فبرغم أننا نعيش أصعب الظروف سواء على المستوى الاقتصادى أو الاجتماعى أو النفسى إلا أن إحساسنا بمصر شىء موجود متغلغل يضرب الأعماق.. جربوا بأنفسكم واسالوا أنفسكم ستصلون إلى نفس إجابه الزعيم مصطفى كامل لو لم أكن مصريا لوددت أكون مصريا.
 
أسمع ضحكات البعض خاصة من شبابنا الواعد ذلك الشباب الذى من المفترض أن تقوم أمتنا المصرية على أكتافه فكلهم يبحثون وبجدية فى الهجرة والبحث عن ظروف أفضل ويساورنى تساؤل، سأظل أساله هل من المفروض علينا كمصريين عندما تصاب بلادنا بكارثة أن نجرى ونهرب لننجو بأنفسنا، أم أنه من شيم الرجال الانتظار والبقاء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولا سبيل غير العمل.
 
ورغم اختلاف البعض عن سياسية مصر أو مدى نجاح المساعى التى يقوم بها رأس الدولة، إلا أن انطلاق مؤتمر مصر تستطيع من الغردقة مدينه الجمال يعد بارقة أمل فى بحر مظلم، فمصر لن تقوم إلا بإصرار أبنائها والتجمع الذى شهدته الغردقة مؤخرا من علماء مصر فى الخارج هم نواة التقدم لأى دولة يجعلنا نستعيد الكثير من الأمل، فهذا هو الفرق بين رجال وعقول مصرية خالصة هاجرت من أجل التعليم ورفع شأن نفسها وعادت إلى مصر لتكون رهن إشارة من بلادها، لكى تبنى وتفيد وبين شباب مصرى تربى وكبر ونضج، وعندما جاء وقت العمل اختار طريق الخراب والدمار اختار طريق الإرهاب.. الطريق إلى الجنة كما يدعون.. بالله عليكم هل سمعتم فى كل الأديان السماوية أن طريق الجنة يقوم على ترويع الآمنين وقتل العزل من السلاح.. هل لمحتم حديثا نبويا أو آيه قرآنية تحث على قتل النساء والأطفال.. إذن دعونى أتساءل إلى أى دين ينتمون؟ إلى أى جنس ينسبون؟ لا أعتقد أنهم أناس مثلنا ومهما كانت أسبابهم ومهما كانت حجتهم ومهما كانت نيتهم ومهما كانت الضغوط التى وقعوا تحتها فلن يشفع لهم.
 
محاربة الإرهاب ليست قضية دولة بحكومتها وجيشها وشرطتها وحدها، ولكنها قضية شعب يريد أن ينجح يريد أن يرسم مستقبله أولئك العلماء الذين نراهم على شاشات التليفزيون ونقرأ عن إنجازاتهم فى الصحف.. كلمة أعجبتنى قالها أحد الحضور فى مؤتمر مصر تستطيع «المصريون أوائل فى كل الدول إلا فى مصر» نحن نحتاج إلى كل مصرى حريص على مصريته لا يفرط فيها مهما حدث نحتاج إلى عزائم قوية لا تغيرها المادة ولا أفكار تخريبية تدعى كذبا أنها تدين وقربى إلى الله، وما أسعدنى أكثر أن القائمين على مؤتمر مصر تستطيع قد بدؤوا العمل بالفعل فلن ينتظروا أن يعقد مزيدا من المؤتمرات، ولا تكوين لجان منبثقة من لجان حتى نتخذ قرارا، فالقرار الوحيد الذى ينبغى أن نتخذه هو العمل ثم العمل، وعقول علمائنا المهاجرة هى الآن بين أيدينا تستطيع أن تقدم لمصر الكثير والكثير.
 
أعتقد أن العقاب الوحيد للإرهاب والإرهابيين هو الانخراط فى العمل وبذل الجهد فمصر تستحق أن نبدأ ونستمر.. تحتاج منا إلا أن نتوقف مهما كانت العراقيل، ما أقوله ليس ضد الطبيعية، بل يحدث فى واقعنا فكم من دول تتحدى حتى الحروب الداخلية بالعمل واستمرار الحياة ولنا فى لبنان مثلا فى ذلك، فرغم كل الحروب التى تشهدها والخلافات الطائفية إلا أن شعبها مازال لديه العزيمة لاستكمال الحياة والاستمتاع بها وكم من دول دمرتها الحروب والقنابل الذرية وقامت وعادت وأصبحت فى مصاف الدول العظمى أليست اليابان استطاعت أن تستعيد قوتها فى أقل من أربعين عاما، وتفوقت على نفسها وغيرها من الدول.. فهل نحن ببعيدين عن هؤلاء بكل ما نملكه من قوى بشرية وموارد طبيعية وعقول فذة.. أعتقد أننا لا نحتاج إلا الإرادة التى تقام بها الشعوب وتتقدم، فهل نستطيع كمصريين؟ إذا كانت مصر قالتها إنها تستطيع، فهل نكون على مستوى المسؤولية، ونقول نعم نحن كمصريين نستطيع؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة