ألتمس العذر للدكتور عبداللطيف الزيانى، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى، فى انزعاجه من الزج باسم قطر فى بيان الداخلية المصرية عقب التفجير الإرهابى للكنيسة البطرسية، فالرجل كل ما أزعجه هو اتهام قطر بإيواء الإرهابيين المخططين والممولين للحادث، ولم يزعجه تورط الدولة الخليجية فى عمليات العنف والإرهاب فى مصر وتدخلها السافل فى الشؤون الداخلية المصرية، عبر قناة الجزيرة، والحقيقة فهو له كل العذر فى الانزعاج والدفاع عن قطر، صاحبة الفضل فى تعيينه أمينا عاما لمجلس التعاون فى إبريل 2011. فرغم أنه قيادة عسكرية بحرينية، إلا أن البحرين لم ترشحه خلفًا للقطرى عبدالرحمن العطية ورشحت بدلا منه محمد المطوع، الذى اعترضت قطر عليه بسبب مواقفه المعارضة للدوحة عندما كان وزيرا للإعلام فى التسعينيات وطالبت بتعيين الزيانى.
فالانزعاج المفاجئ فى البيان من الدكتور الزيانى لم يأت من فراغ، وإنما هو نوع من «رد الجميل» لقطر، ومع هذا الانزعاج نسى الأمين العام الكثير من المواقف القطرية وجزيرتها «المزعجة»، ليس لمصر فقط وإنما لباقى دول الخليج العربية.. وكأن الرجل فقد ذاكرته لحظة إصدار البيان فكل دولة من دول مجلس التعاون لها «وجيعتها» من قطر سواء لمواقف سياسية أو بسبب قناة «الجزيرة»، التى خربت- ومازالت- فى العلاقات العربية.
هل نسى الدكتور الفريق الركن الزيانى قرار السعودية والبحرين والإمارات فى مارس 2014 بسحب سفرائها، ولأول مرة فى تاريخ دول التعاون، من قطر على خلفية التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الثلاث ودعمها لجماعات الإرهاب الإخوانية. ويومها الدول الثلاث أكدت فى بيان مشترك أن القرار اتخذ بعد فشل كافة الجهود فى إقناع قطر بضرورة الالتزام بالمبادئ، التى تكفل عدم التدخل فى الشؤون الداخلية لأى من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس.
هل نسى الزيانى وفقد ذاكرته مع قطر وموقف «الجزيرة» التحريضى للمظاهرات فى وطنه البحرين..؟ هل نسى وجيعة الإمارات من قطر وتدخل «القرضاوى» فى الشؤون الإماراتية بتصريحاته المستفزة ولقاءاته مع إخوان الإمارات المطلوبين للعدالة.. هل نسى التدخل القطرى فى الشؤون الداخلية السعودية والهجوم المباشر على المملكة ومؤسسها عبدالعزيز آل سعود، واتهام السعودية بدعم الانقلاب على حمد بن جاسم.
فى الأخير هل نسى الزيانى قائمة الإرهابيين المطلوبين دوليا والمتورطين فى أحداث عنف فى مصر وتوفر لهم قطر الملاذ الآمن.