شهدت اليمن حادثا إرهابيا بشعا، حيث استيقظت عدن اليوم الأحد، على هجوم انتحارى أودى بحياة 40 جندياً يمنياً وجرح العشرات، وذلك عقب أسبوع واحد من هجوم تبنّاه تنظيم "داعش"، أودى بحياة 50 جندياً، وهو ما يعد نقلة نوعية فى العمليات التى تشهدها اليمن، ويزيد الأمور تعقيدا.
وكشف مسؤول عسكرى أن انتحارياً فجر نفسه مستهدفاً جنوداً كانوا متجمعين لتقاضى راتبهم الشهرى فى قاعدة شمال شرقى عدن، جنوب اليمن، فيما أفادت وسائل إعلام يمنية بأن الانتحارى فجر نفسه أمام منزل قائد قوات الأمن الخاصة فرع عدن، العميد ناصر سريع العنبوري، والواقع بجوار "مجمع الصولبان" العسكري.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول عسكرى قوله إن انتحاريا فجر نفسه مستهدفا جنودا كانوا متجمعين لتقاضى راتبهم الشهرى فى قاعدة بشمال شرق عدن بجنوب اليمن، وأوضح المسؤول أن الانتحارى اندس بين حشد العسكريين فى القاعدة العسكرية فى حى العريش قبل أن يفجر نفسه.
وتصاعدت وتيرة التفجيرات خلال الأشهر القليلة وتركزها فى عدن التى يتخذ منها فريق الرئيس هادى عبد ربه منصور عاصمة للأجزاء التى سيطر عليها بمساعدة الخليج يضع مزيدا من العراقيل فى وجه تقدمه عسكريا، حيث نسفت التحديات الأمنية فى اليمن توجهات الخليج عبر التحالف الذى تقوده السعودية بحسم المعركة عسكريا لصالحهم على حساب الحوثيين، بل وتقضى على آمال الدول الخليجية للتمهيد للدخول بريا فى اليمن لإحداث تقدم على الأرض فى ظل فشل الضربات الجوية على أكثر من 20 شهرا.
ويتزامن التفجير مع جولة بدأها وزير الخارجية الاميركى جون كيرى للعاصمة السعودية الرياض والتى تمتلك بيدها 99% من القرار اليمنى، حيث يسعى كيرى لوضع خارطة طريق لإنهاء الأزمة فى اليمن سلميا قبل مغادرته السلطة وتسلم إدارة الرئيس الأمريكى الجديد المنتخب دونالد ترامب.
واستبق مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد زيارة الوزير الأمريكى بمشاورات مع المسؤولين الخليجيبن حول تحضيرات دولية لجولة مشاورات جديدة، وخطة سلام اممية لنقل الصلاحيات الرئاسية إلى نائب توافقى وحكومة وحدة وطنية.
وأكد الوسيط الدولى أن الحل السلمى فى اليمن هو الخيار الأفضل لكل اليمنيين، لافتا إلى أن الحل المقترح سيكون مبنيا على أساس المرجعيات الدولية المتوافق عليها، وقرارات مجلس الامن الدولى 2216، وتحاول الامم المتحدة عبر وسيطها تشجيع الحوثيين من جانب والرئيس عبد ربه منصور المدعوم سعوديا وخليجيا على الانخراط فى جولة مفاوضات قصيرة من عشرة أيام خلال الشهر الجاري، للتوصل إلى "اتفاق نهائي" بموجب خطة جديدة للسلام.
وتتشبث دول الخليج والحكومة اليمنية بمطالبها فى وجه الحوثيين وسط تحذيرات أممية ودولية من تدهور الوضع الانسانى فى اليمن على نحو "كارثي"، وضاعف من تفاقم المأساة الانسانية تفشى مرض الكوليرا، فى ظل الانهيار المريع للنظام الصحي، واتساع دائرة الجوع إلى مناطق جديدة وانزلاق البلاد نحو شفا مجاعة وشيكة فى اعقاب الاعلان عن حالات وفاة بسبب الجوع خاصة فى محافظات وسط وغربى البلاد.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية رصد 92 حالة وفاة بالكوليرا فى محافظات يمنية متفرقة، وقال مكتب المنظمة الدولية فى اليمن على صفحته الرسمية "تويتر" تسجيل "10,184 حالة اشتباه بالكوليرا، منها 92 حالة وفاة، وأفاد أن عدد حالات الاصابة المؤكدة مختبريا ارتفع إلى 156 حالة فى 15 محافظة.
وفى أكتوبر الماضى وجهت منظمة الصحة العالمية نداء عاجلا للمجتمع الدولى لتوفير 22.35 مليون دولار للحيلولة دون انتشار وباء الكوليرا فى اليمن، وتوقعت المنظمة أن يصل عدد المصابين إلى 76.000 حالة إضافية فى 15 محافظة إذا لم تتوافر استجابة عاجلة
وفشلت أربع جولات سابقة من المفاوضات بين أطراف النزاع اليمنى برعاية الأمم المتحدة فى سويسرا، والكويت فى احراز أى اختراق توافقى يضع حدا للصراع الدامى الذى خلف أكثر من 10 آلاف قتيل على الاقل وثلاثة ملايين نازح، حسب تقديرات أممية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة