كنت قد قررت ألا أكتب شيئًا عن موجة التشكيك الفيسبوكية والتويترية فى إعلان التفاصيل الكاملة لحادث تفجير الكنيسة البطرسية، وأسماء المشتركين فى الحادث، واسم الإرهابى الذى فجّر نفسه فى الكنسية، بعد 24 ساعة من الحادث، انتظارًا لما ستؤول إليه الأمور، لكن ما دفعنى لتناول هذا الموضوع هو أمر أقلقنى جدًًا..
الأمر الذى أقلقنى أن غالبية من شككوا فى نتائج الجهد الشاق، والعمل المُضنى الذى قام به رجال وزارة الداخلية، وعلى رأسهم العاملون بجهاز الأمن الوطنى، هم أنفسهم من صدقوا من أول وهلة البيان الصادر عن تنظيم داعش الإرهابى الذى أعلن تبنيه الحادث الإرهابى.
ورغم أن بيان داعش يؤيد ما انتهى إليه جهد رجال الداخلية، وهو أن الإرهابى «محمود شفيق محمد مصطفى» فجّر نفسه فى الكنيسة وهو يرتدى حزامًا ناسفًا، فإن من صدقوا بيان داعش هم أنفسهم من كذبوا، أو على الأقل شككوا فى بيان وزارة الداخلية عن الحادث، رغم أن النتيجة فى البيانين واحدة، وهى أن هناك متهمًا فجّر نفسه فى الكنيسة بحزام ناسف، لكن لأن هدفهم هو ضرب الدولة المصرية ومؤسساتها شككوا فى بيان الداخلية، وسيظلون مشككين حتى لو خرج قائد المجموعة الإرهابية على الملأ معلنًا تفاصيل الحادث، سيقولون له وقتها أنت كاذب ونحن صادقون.
منذ أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن اسم الإرهابى، منفذ العملية الإرهابية، فقد تبارى بعض النشطاء لضرب هذا الإعلان، وللأسف الشديد شارك بعض وسائل الإعلام عن جهل فى هذه الموجة التشكيكية، حينما روجت لروايات منسوبة لبعض الشخصيات، مثل محامية الإرهابى التى وهبت نفسها لدور اعتبرته مهمًا، هو التشكيك فى رواية الداخلية من خلال ادعاءات ثبت بعد ذلك أنها كاذبة، وهدفها الوحيد هو التشكيك.
معروف أن هدف العملية الإرهابية فى الكنيسة البطرسية هو ضرب الوحدة الوطنية فى مصر، وحينما فشل مخططو العملية ومنفذوها فى تحقيق هدفهم الخبيث، بل إن العملية زادت من قوة وتماسك المجتمع المصرى الذى لم يُعِر انتباههًا لبعض دعاة الفتنة من الحركات السياسية التى لا هدف لها سوى تدمير البلد، فكانت الخطة البديلة هى التشكيك فى كل شىء، مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعى، ونهم بعض وسائل الإعلام لمعلومة من هنا أو هناك تنفرد بها عن المتاح من معلومات وروايات، فكانت النتيجة أن المشككين كان لهم صوت عالٍ امتد لبضع ساعات، لكنهم سرعان ما خرسوا بعدما فطن الجميع لحيلتهم الخبيثة.
التشكيك هواية يمارسها معدومو الضمير، وزادت وتيرتها بعد 30 يونيو، حينما اشتغلت آلة التشكيك من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، وبعد فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بالرئاسة انضمت للإخوان تيارات سياسية منبوذة اجتماعيًا، فحاولت أن تجد من التشكيك فى الرئيس وإنجازاته أداة للتواصل مع الشارع.. رأينا كل هؤلاء يشككون فى كل ما يحدث، وما يتم الإعلان عنه، فلم يسلم مشروع ولا قرار من تشكيك الإخوان، والاشتراكيين الثوريين، والنشطاء، وأصدقاء حمدين صباحى، وأتباع محمد البرادعى، وآخرين لا يساوون شيئًا فى الشارع المصرى، لكنهم يجيدون استخدام الوسائط الإلكترونية، ويحولونها إلى منصة لتوجيه الشائعات.
بالتأكيد سيظل المشككون على سيرتهم، لأن هدفهم ليس نبيلًا، وهو محاولة ضرب الاستقرار المصرى، وتشكيك المصريين فى أنفسهم، وليس فى الدولة فقط، ولن يكفّ هؤلاء عن ممارساتهم، لذلك علينا ألا نلتفت إليهم، وأن نُعمل عقولنا حتى نكتشف الخبيث من الطيب، وحتى لا ننساق وراء شائعات يروج لها من يريدون تدمير الدولة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة