يبدو أن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب يعتزم بدء حقبة حكمه بإثارة توترات مع قوى عظمى، طالما حرصت الولايات المتحدة على عدم التصعيد معها خلال السنوات الأخيرة.
فالمعركة الكلامية التى يخوضها ترامب مع الصين تنذر بعلاقة سيئة بين واشنطن وبكين خلال السنوات المقبلة، وقالت شبكة "بلومبرج" الأمريكية إن قادة الصين يسعون جاهدين لضبط أنفسهم مع استخدام ترامب موقع التواصل الاجتماعى توتير لهز العلاقات بين أكبر اقتصادات فى العالم.
وكان ترامب هاجم الصين الأيام الماضية، وقال إنها سرقت طائرة بدون طيار تحت الماء من البحرية الأمريكية فى عمل غير مسبوق، وكان الرد الرسمى من بكين هو التزام الصمت، إلا أن الصحيفة اليومية الرئيسية فى الصين الناطقة بالإنجليزية حذرت، اليوم الاثنين، من أن عدم خبرة ترامب فى الدبلوماسية ربما تؤدى إلى مواجهات بين البلدين، بينما سخرت صحيفة "جلوبال تايمز" التابعة للحزب الشيوعى من سلوكه، وقالت إنه يتخلف كثيرا عن المتحدثين باسم البيت الأبيض.
وقالت جلوبال تايمز إن الصين التزمت ضبط النفس إزاء استفزازات ترامب، حيث أنه لم يدخل بعد إلى البيت الأبيض. إلا أن هذا الاتجاه لن يدوم طويلا بعد أن يصبح رسميا رئيس الولايات المتحدة، لو استمر فى التعامل مع الصين كما فعل فى تغريداته اليوم.
وتقول شبكة بلومبرج إنه برغم كل الصخب من حساب ترامب على تويتر ومن وسائل الإعلام الصينية، لكن يبدو أن بكين تتمسك بالهدوء على الأقل حتى يتولى ترامب مهام منصبه رسميا الشهر المقبل.
وكان ترامب كتب على حسابه على تويتر يقول: "ينبغى أن نقول للصين إننا لا نريد استعادة الطائرة بدون طيار التى سرقوها.. دعوهم يحتفظون بها".
ويقول شى وينجخونج، مدير مركز الدراسات الأمريكية فى جامعة رينمين ببكين، والذى يعمل ايضا كمستشار للحكومة الصينية، إن بكين سترد بقوة لو تحدى ترامب صراحة مصالح الصين الرئيسية مثل تايوان والتبت وبحر الصين الجنوبى وبحر الصين الشمالى.
وأضاف أن الخيارات تشكل استدعاء السفير، ووقف لتعاون الدولى وخوض حرب تجارية وحتى قطع العلاقات الدبلوماسية.
وقال شى إنه حتى الآن تتبنى الصين نهجا حذرا بالانتظار لرؤية ما سيحدث فيما بعد، وأكد أن الحكومة الصينية تراقب ترامب عن كثب، وتقوم بعملية تكيل روسية واضحة حول سياسته المحتملة، وسيستمر هذا النهج خلال الشهرين الأوليين من رئاسته على الأرجح.
وتشير بلومبرج إلى أن تداعيات تدهور العلاقات الثنائية تهدد العلاقات التجارية التى قدرت خلال عام 2015 بحوالى 627 مليار دولار، أى أكثر من تجارة الولايات المتحدة مع اليابان بريطانيا وألمانيا مجتمعين، وفى حين أن بعض صناع القرار فى بكين أملوا فى البداية أن يتبنى ترامب نهجا أكثر براجماتية، إلا ان هذه الرؤية سرعان ما تلاشت.
ففى افتتاحيتها الأسبوع الماضى بعدما شكك الصين فى سياسة أمريكا "الصين الواحدة"، حذرت جلوبال تايمز بضرورة الاستعداد للقتال مع ترامب، بينما قال وزير الخارجية الصينى دون أن يسمى ترامب، أن أيا من يحاول تدمير المصالح الرئيسية للصين سيكون أشبه بمن يطلق النار على قدميه.
وكان الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته باراك أوباما أشار فى مؤتمر صحفى إلى الحاجة إلى خطة شاملة لو أراد ترامب ان يغير سياسة امريكا إزاء الصين التى استمرت على مدار عقود، لاسيما فيما يتعلق بتايوان التى تعتبرها الصين ضمن أراضيها، وقال أوباما إن رد فعل الصين يمكن أن يكون قويا جدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة