شهر تقام فيه حفلات السيرك الدموى وتصدير القلق والاكتئاب لخراب البلاد
المقال المكرر سنويا وطوال السنوات الست الماضية، مع بداية إسدال شهر ديسمبر ستائره، مستئذنا بالرحيل، معلنا قدوم شهر يناير، الذى يرصد مبكرا خروج اتحاد ملاك الثورة «غير الممنونة»، وأصحاب الهوى والمصالح، والباحثون عن السلطة والشهرة والمجد، من جحورهم مع حلول شهر يناير، حاملين شعارات براقة تعمى الأبصار، وتسحر البصيرة، ظاهرها الرحمة وباطنها كل أنواع العذاب، والتعذيب للملايين المصريين، ويلتقط أطراف الخيط الجماعات الإرهابية، فى محاولة لإعادة الفوضى وتكرار سيناريو جمعة الغضب 28 يناير، لحرق أقسام الشرطة، وهدم السجون، وتدمير المنشآت العامة، وتمكين الإرهابيين والمجرمين من البلاد.
شهر يناير، ذكرى الثورة، يخرج فيها هؤلاء، ليعلنوا للجميع فى مكايدة سمجة ومقيتة، واستعراض لعضلات متورمة وهما بأنهم موجودون على الساحة، وأنهم قادرون على التنكيل بأى سلطة، دون النظر إلى تأثير القلاقل التى يصدرونها على قطاعات الاستثمار والسياحة، وانعكاساتها بالسلب على اقتصاد البلاد.
هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم، ناشطون وخبراء استراتيجيون وثوار، خرجوا على المصريين منذ صبيحة 25 يناير، وصدقهم الناس وأزاحوا نظام مبارك، وانصرف الآلاف من الميادين، وعادوا إلى منازلهم فى انتظار تحقيق الآمال، من العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، ومرت الأيام، وتحولت الميادين إلى «قندهار وبيشاور»، ووجدنا كل إرهابيى العالم بقيادة جماعة الإخوان يسيطرون على مقدرات البلاد، ممتطين ظهور أدعياء الثورية، واتحاد ملاك الثورة.
وعاش المصريون فى كابوس مرعب من فوضى أمنية وأخلاقية، وتدهور اقتصادى مريع، وتضخم مشاكل خطيرة من الكهرباء والبنزين والسولار والغاز، وعاث البلطجية فى الأرض فسادا، يقطعون الطرق، ويخطفون الناس، ويسلبون وينهبون، وشهدت البلاد أكبر حالة سرقات للسيارات فى تاريخها، وأغلقت المصانع، ونهبت المتاجر، وانهارت المرافق، وساد قانون الغاب، واستشهد المئات من الأبرياء، وزُرعت الأرض بالقنابل والمتفجرات بديلا عن القمح والذرة والشجر والورود.
ووسط تلك الانهيار خرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه فى 30 يونيو 2013، لا هدف لهم إلا استعادة دولتهم التى سرقتها الجماعات الإرهابية، بمساعدة اتحاد ملاك الثورة، ونجحوا فى ذلك، وبدأت مصر تعرف طريقها للاستقرار، وتستعيد دوره الإقليمى، وتواجه وترمم العبث الذى خلفته 25 يناير فى كل المجالات، وتقف بقوة فى وجه الدول المتآمرة والطامعة فى مقدراتها، لكن، ومع حلول شهر يناير من كل عام، يخرج علينا كهنة يناير واتحاد ملاكها، فى مقدمة الجماعات الإرهابية، يهددون بثورة جديدة، ويحاولون إلقاء مصير البلاد فى مستنقع الفوضى والانهيار، ووضعها على طريق ليبيا وسوريا واليمن، فتجد البرادعى يقود القطيع، تحت شعارات الاختفاء القسرى تارة، والتعذيب فى السجون، والدفاع عن الإخوان تارة أخرى، ويسير خلفه الأسوانى وصباحى ووائل غنيم ومصطفى النجار ويسرى فودة، وباقى النحانيح، يُكبرون ويسبحون بكلامه، ويؤججون لنار الفوضى، هؤلاء الجالسون خلف الكيبورد، وفى منتجعات أوروبا وأمريكا، والمتسكعون على مقاهى وسط القاهرة، لا يعرفون سكان مصر فى القرى والنجوع بالمحافظات المختلفة، كيف يعيشون، ومن أين يتدبرون أمور حياتهم من توفير المأكل والمشرب، والتعليم والصحة، والبحث عن وسائل رزق تعينهم على سد أفواه أطفالهم، خاصة أن نتائج الثورة الميمونة، انهار الاقتصاد واشتعلت الأسعار واختفت السلع الاستيراتيجية.
هؤلاء حولوا شهر يناير إلى شهر كئيب، ومخيف للمصريين، يهددون الآمنين، ويدعمون الإرهابيين، وبدلا من الاحتفال بالثورة التى يرون فيها السلمية والنقية، يسخرون جهودهم لإشعال الحرائق والقتل والسرقة والنهب، وإقامة سرادق العزاء، والبكاء والنحيب، واللطم على الخدود وتقطيع الملابس فقط، ونسألهم.. بالله عليكم.. هل دى ثورة؟ وماذا قدمت للمصريين غير الخراب والدمار والقتل وتدمير الاقتصاد وانهيار السياحة وإطلاق الكلاب المسعورة للنهش فى جسد مصر وإقامة سد النهضة، وتجرأ دول مثل قطر وتركيا لتدمير الوطن، ودول أخرى تتعامل معنا وكأننا «مرتزقة»؟
أترك الإجابة لشرفاء هذا الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة