وائل السمرى

المادة «مصر»

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تناولت، أمس الأول، بعض ما جاء بمؤتمر الشباب الشهرى الأول، وما جاء فيه تعليقًا على كلمة وزير التربية والتعليم، ذاكرًا تجربتى فى تقديم اقتراح للوزارة، بإضافة مادة دراسية تعنى بتدريس مادة جديدة، تحت اسم «تاريخ الفن»، وردت الوزارة على هذا الاقتراح الذى أوضح مدى سوء التفاهم الذى وقعت فيه، وحينما حاولت أن أزيل سوء التفاهم هذا لم تعلق الوزارة بكلمة واحدة، لكن على هذا «السوء» فإن مصير هذا الاقتراح كان أفضل من مصير اقتراح آخر تقدمت به لوزارة التربية والتعليم أيضًا، فقد اقترحت من عام مضى أن تتضمن المناهج التعليمية بعض القصائد الشعرية لكبار شعراء العامية المصرية التى نفتخر بها ونحفظها، ونتغنى بها ونعول عليها كثيرًا فى الارتقاء بالإنسان المصرى وتنمية حسه الوطنى ضاربًا مثالًا بأهمية تدريس شعر «الخال» عبد الرحمن الأبنودى، الذى منحت قصائده وأغنياته لحياتنا معنى ولنضالنا أنشودة ولأوجاعنا دواء، لكن للأسف، لم ترد الوزارة ولم تصد، ولم تجِب بالنفى أو بالإيجاب.
 
هنا أجدد دعوتى لوضع شعر «الخال» عبد الرحمن الأبنودى، ضمن مناهج اللغة العربية، لتلاميذ المدارس والجامعات، كما أدعو وزارة التعليم العالى إلى كسر القيود التى تضعها كليات الآداب على عمل الدراسات المتخصصة لشعر العامية المصرية، الذى جعل اللهجة المصرية لهجة «رسمية» يتقنها غالبية أبناء العالم العربى، وفى الحقيقة فإننى لا أفهم بأى حال من الأحوال، كيف نحتقر هذه اللهجة، وننفيها خارج الإطار الرسمى، فى حين أنها أحد أهم أدوات مصر لتسييد قوتها الناعمة من المحيط إلى الخليج، فى وقت تدفع فيه بعض الدول مليارات الدولارات من أجل تسييد لهجتها، وبسط أزرعها لتصل إلى كل بيت وعقل.
 
أتعشم أن تضرب وزارة التربية والتعليم، أكثر من عصفور بحجر واحد، بأن تضع مادة اسمها «تاريخ الأدب المصرى»، وفيه تتناول المنجز الأدبى للمصريين منذ العصر الفرعونى، وحتى يومنا هذا، ليقرأ أطفالنا قصصًا من الأدب الفرعونى والقبطى والإسلامى، وصولًا إلى أشعار صلاح جاهين وفؤاد حداد وعبد الرحمن الأبنودى حتى يكون أطفالنا على دراية بهويتهم الثقافية، ويدركوا ما لمصر من إسهام حقيقى فى تنمية الوجدان البشرى، وتلك المادة بالإضافة إلى مادة تاريخ الفن ستخلق لنا أسبابًا إضافية لحب مصر، كما ستخلق لنا جيلًا عالمًا بعبقرية الشخصية المصرية التى حفرت فنها فى الذاكرة العالمية منذ حضارة المعادى ونقادة والبدارى، وعلى المعابد والكنائس والمساجد، وصولًا إلى أعمال محمود سعيد، وعبد الهادى الجزار ومختار، وسجلت أدبها منذ الفلاح الفصيح وحتى «حراجى القط».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة