رضوى الشاذلى تكتب: عن قاتل السفير الروسى.. إرهاب أكثر أناقًة.. وأكثر رعبًا

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 04:00 م
رضوى الشاذلى تكتب: عن قاتل السفير الروسى.. إرهاب أكثر أناقًة.. وأكثر رعبًا رضوى الشاذلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشهد يستحق بجدارة أن يكون هو أهم أحداث 2016، هذا الشاب التركى الأنيق الذى وقف شاهرًا سلاحه فى مشهد سينمائى تمثيلى وهو بكامل أناقته وعلى بعد خطوات من الجثة الهامدة للسفير الروسى الذى أرداه قتيلاً قبل ثوان، ليصرخ بصوت مسرحى " نحن الذين بايعوا محمد على الجهاد".
 
مشهد كان ومازال يحتاج إلى الكثير من التحليل برؤية أكثر عمقًا تتجاوز تعليقات النساء المستفزة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك التى تصفه بأنه "القاتل المز"، تليه أو تسبقه جملة اعتراضية "بغض النظر عن إنه إرهابى".
 
أناقة القاتل الشاب لم تلفت نظر نساء مصر فحسب كما ينتقد البعض، وإنما تحدثت عن النقطة ذاتها جريدة ديلى ميل فى تقرير لها عن الحادث الإرهابى فى تركيا، حيث أشارت فى عنوانها إلى أن القاتل يرتدى ملابس أنيقة ويقول الله أكبر، ربما هذا التناقض الذى أردات ديلى ميل أن تبرزه فى عنوان تقريرها عن الحادث الإرهابى يشير إلى نقطة هامة وهى التغير الواضح فى شكل الإرهابى فى السنوات الأخيرة.
 
مانشيت الديلى ميل البريطانية عن اغتيال السفير الروسى
مانشيت الديلى ميل البريطانية عن اغتيال السفير الروسى
لم يكن هذا الإرهابى مرتديًا جلبابًا قصيرًا ولا تتصدر وجهه لحية طويلة غير مشذبة أو حاجبين غير مهندمين بل أصبح بأناقة قاتل السفير الروسى، وهو ما يعيدنا من جديد إلى ما حدث ليلة أمس على فيس بوك، فبعيدًا عن اهتمام النساء بالقاتل لأنه أنيق وكما وصفه البعض "مز" إلا أن هناك الكثير من أصدقائنا والمقربين إلينا والذى لم نشك فى تطرفهم يومًا، إلا أنهم تعاطفوا معه، فهو القاتل الذى رفع اسم الله ونبيه محمد بثياب أنيقة تشبه ملابسهم التى يرتدونها فى أهم المناسبات، فشعروا وكأنه ينتصر لهم فهو الأقرب لهم بهذه الثياب المهندمة النظيفة.
 
الشاب الأنيق "القاتل" كان قادرًا على أن يخفى أفكاره الداعشية والإرهابية خلف هذه الثياب، فهو فى إطلالته الفخمة والمميزة مع الكثير ممن حولنا أكد أن الأفكار الداعشية لم تعد حكرًا على من يرتدون الجلباب الأبيض ويطلقون لحهام، لم يعد تمييز أصحاب الأفكار المتطرفة بهذه السهولة، بل إن هذه الأفكار بداخل الكثير ممن حولنا من الأشخاص الذين يبدون لنا أسوياء، يتبعون أحدث موضة، وربما يستمعون للأغانى ويشاهدون الأفلام، ورغم ذلك أعلوا قيمة القتل أمس وشجعوه وبحثوا له عن مبررات.
 
الأمر خرج عن إطار الفكاهة، وأعادنا إلى صورة أكثر بؤسا وهو أن السفاح التركى بثيابه وأفكاره الداعشية نموج جديد لشكل إرهابيين كثيرين يحملون أفكار داعش ويسيرون بيننا دون أن ندرى..نحن فى زمن الإرهاب الوسطى الجميل الذى يروج له شباب ونساء ظننا أنهم بعيدون كل البعد عن هذه الأفكار الإرهابية ولكن أناقة القاتل التركى كشفتهم جميعًا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة