رصدت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية المتخصصة فى السياسات الخارجية والدولية، خمسة أشياء قالت إنها تثير القلق على خلفية حادث اغتيال السفير الروسى فى تركيا، أندريه كارلوف، أمس الاثنين، من خلال استهدافه برصاص ضابط تركى خلال زيارته لمعرض بعنوان "روسيا بعيون تركية" فى متحف الفن الحديث بالعاصمة أنقرة.
وتوضح المجلة، أنه حتى الآن لم تتضح المواقف الأساسية والنهائية للدولتان بعد الحادث، إذ قالت كل من روسيا وتركيا إن الحادث خطوة هدفها إضعاف العلاقات بين البلدين، لكن ليس واضحًا ما سيقال أو سيحدث فيما بعد، ولكن نظرا للعلاقات المتوترة بالأساس بين أنقرة وموسكو على مدار العام، إضافة إلى قرون دويلة من العداء التاريخى والمنافسة، والسياسات الخارجية المتعارضة فى الحرب الأهلية السورية ونشاط الميليشيات والعناصر المصلحة ضد الجيش الوطنى السورى، فإن هناك عدة سيناريوهات تصعيدية ممكنة، يجب إبقاؤها فى الأذهان، حسبما قالت المجلة.
السيناريو الأول: استهداف قراصنة روس لتركيا
تقول مجلة "فورين بوليسى" إن قراصنة روسيين يقفون وراء هجمات إلكترونية تستهدف دولاً أخرى بتوقيتات محددة، مثلما حدث مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل تعرضت تركيا لمثل هذه الهجمات من قبل، إذ نشر موقع "ويكيليكس" فى وقت سابق هذا الشهر تسريبات لوزير الطاقة التركى، وصهر أردوغان، وفى ظل مؤشرات على تعاون روسيا مع "ويكيليكس" لنشر الرسائل التى تم اختراقها فى الماضى، فإن وكلاء روسيا الإلكترونيين يمكن أن يستهدفوا تركيا ويكشفوا عن مزيد من الأسرار حول الأشخاص الذين يدورون فى فلك أردوغان.
السيناريو الثانى: العودة للضغوط الاقتصادية على تركيا
شهدت تركيا موجة من الضغوط والعقوبات الروسية عقب نوفمبر 2015، عندما أسقطت أنقرة طائرة عسكرية روسية على حدود سوريا، بينما كانت تستهدف معاقل وأهدافًا تخص تنظيم "داعش" الإرهابى، وعلى خلفية الحادث فرضت روسيا حظرًا على البضائع التركية، فتراجعت الصادرات التركية لـ"موسكو" بشكل كبير، وتم تعليق خط إمداد الغاز الطبيعة الرئيسى، ولم يتحسن الموقف إلا عندما اعتذر أردوغان عام 2016.
السيناريو الثالث: استخدام الاغتيال ذريعة لمزيد من القمع
فى منتصف يوليو الماضى شهدت تركيا محاولة للانقلاب على نظام حزب العدالة والتنمية، وبهذه الذريعة اعتقل أردوغان آلاف الأتراك وفصل آلافًا آخرين من أعمالهما، ومنع غيرهم من السفر، كما أن فلاديمير بوتين جاء للسلطة فى سوريا من خلال العنف والقمع فى الشيشان بدرجة ما، وحادث الاغتيال الأخير ليس مبشّرًا بالنسبة للمجتمع المدنى فى روسيا أو تركيا، وقد يكون ذريعة لسياسات عنيفة وقمعية من جانب النظام التركى.
السيناريو الرابع: انهيار الهدنة فى حلب
ملف الأوضاع فى سوريا واحد من الملافات الخلافية بين موسكو وأنقرة، إذ تتبنى كل منهما مواقف متعارضة مع اتجاهات وتصورات الطرف الآخر فيما يخص الصراع الدائر فى سوريا، ولكن كليهما ساعد فى التوصل لاتفاق وقف النار الأخير، وقد يتسبب الاغتيال وما يتبعه من توتر فى انهيار الاتفاق مجدّدًا، أو يؤدى إلى تجدد القتال فى أماكن أخرى فى سوريا.
السيناريو الخامس: اللعب بـ"كارت الأكراد"
الحديث عن احتمالات حدوث توتر عسكرى بين موسكو وأنقرة يبدو أنه حديث بعيد نوعًا ما، إذ إن تركيا عضو فى حلف شمال الأطلسى "ناتو"، وهو ما يُستبعد معه بشدة أن تبدأ روسيا حربًا معها، ولكن من الممكن أن تستغل موسكو علاقاتها التاريخية مع الأكراد الساخطين على نظام أردوغان وسياسات الدولة التركية ضدهم، لإثارة مزيد من الهجمات الكردية الإرهابية.
يُذكر أن يوم السبت الماضى شهد انفجار سيارة فى وسط تركيا، ما أسفر عن مقتل 13 من الجنود وإصابة 55 آخرين، وفى 11 ديسمبر الجارى انفجرت قنبلتان فى مدينة إسطنبول، ما أسفر عن مقتل 39 شخصًا، وأعلنت جماعة من المسلحين الأكراد مسؤوليتها عن حادث إسطنبول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة