"مناظر خلابة ومعابد أثرية وحفلات ترفيهية" هى مشاهد واقعية عبر الرحلات النهرية ما بين محافظتى أسوان والأقصر، والتى تجذب قلوب السائحين الأجانب والمصريين خلال فصل الشتاء.
استمتاع السائحين على متن البواخر النيلية
ويعتمد العاملون فى السياحة بمحافظتى أسوان والأقصر على الرحلات النيلية التى تعد ركيزة أساسية للسائحين الزائرين لجنوب مصر، وذلك من خلال إضافة برامج سياحية متنوعة تجذب السائحين للسياحة الثقافية فى الصعيد.
السائحون أثناء استقلال البواخر النيلية
قال خيرى محمد على، رئيس غرفة شركات السياحة بأسوان، تعتمد أسوان بشكل أساسى على سياحة البواخر النيلية فى انتعاش الحركة السياحية فى جنوب مصر، ويمتد تاريخ هذه البواخر قديماً منذ الخمسينيات قبل بناء السد العالى فى أسوان، حيث تنطلق البواخر القديمة التى كان يطلق عليها اسم "ايبس" من منطقة حلفا على الحدود الجنوبية بين مصر والسودان، نظراً لوجود مطارين قديمين يصل عبره السائحين لزيارة معابد النوبة القديمة ومنها "أبوسمبل وعمدة والسبوع وكلابشة" وغيرهم، مضيفاً أن الرحلة النيلية قديماً تمتد من الجنوب مروراً بما يسمى بالهاويس فى أسوان قبل بناء السد العالى، ثم تستكمل الرحلة طريقها إلى القاهرة شمالاً، وتستغرق فى ذلك الوقت شهراً كاملاً.
أماكن للتنزه أعلى الفنادق العائمة
وأضاف رئيس غرفة شركات السياحة بأسوان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الشركات السياحة بدأت فى التفكير بتطوير الرحلات النهرية والبواخر المستخدمة لهذا الغرض مع إضافة برامج سياحية متنوعة تساعد السائح على الاستمتاع برحلة نهرية مختلفة يشاهد خلالها مواقع مختلفة عبر المدن التى يمر بها.
البواخر النيلية بمدينة أسوان
وتابع خيرى، أن الرحلات النيلية الطويلة، تستغرق أحياناً 15 يوماً من أسوان وحتى القاهرة مروراً بالموقع الأثرية عبر محافظات الصعيد، وهى متوقفة حالياً بسبب ضعف الطلب عليها ونظراً لأنها مكلفة، والرحلات القصيرة ما بين أسوان والأقصر والعكس هى ما تعتمد عليه هذه الشركات خلال فترة السياحة الشتوية للأجانب وإجازة نصف العام للمصريين، وتستغرق أحياناً 7 ليال وأحياناً أخرى 4 و3 ليال، ويشاهد السائح خلال الرحلة العديد من المشاهد الخلابة انطلاقاً من زيارة المواقع الأثرية فى مدينة أسوان من معبد فيله والسد العالى والمسلة الناقصة، ثم الانطلاق بالباخرة النيلية شمالاً إلى مدينتى كوم أمبو وإدفو وإسنا والأقصر للاستمتاع بزيارة المعابد الفرعونية والمواقع الأثرية الأخرى على ضفاف النيل، ويتخلل الرحلة حفلات سمر ترفيهية وثقافية للأجانب وفلكلور نوبى وشعبى ومنها ما يسمى بـ"جلابية بارتى".
سائحون يبانيون يتمتعون بالمناظر عبر البواخر النيلية
وفى سياق متصل، أوضح أشرف فرج، الخبير السياحى، بأن أعداد الفنادق النيلية العائمة التى تعمل ما بين الأقصر وأسوان بلغت 255 فندقاً عائماً، يعمل منها حالياً فقط ما بين 18 إلى 40 فندقاً، نظراً لتأثر الحركة السياحية بالأوضاع السياسية التى مرت على مصر منذ عام 2011 ، لافتاً إلى أن أعداد الفنادق العائمة تزداد فى العمل خلال فترة إجازة نصف العام والموسم السياحى الشتوى.
مقاعد فوق أسطح الفنادق العائمة
وأشار الخبير السياحى، إلى أن أكثر الجنسيات الأجنبية المقبلة على الرحلات النيلية ما بين أسوان والأقصر هم "الألمان والإنجليز وأيضاً اليابانيون" نظراً لارتباط هذه الجنسيات بالسياحة الثقافية الموجودة فى صعيد مصر من معابد وحضارة فرعونية قديمة.
فى المقابل، أكد أشرف فرج، أن هناك مشاكل تواجه السياحة النيلية ويناشد المسئولين لحلها، ومنها أن العيوب الفنية للرحلات النيلية تزداد خلال فترة الشتاء وتحديداً من شهر نوفمبر وحتى فبراير، بسبب نقص منسوب المياه فى نهر النيل، مما يؤدى إلى تكرار وقائع شحوط البواخر على بر النيل.
مرسى نيلى بمدينة أسوان
واستكمل الخبير السياحى الحديث عن مشاكل الرحلات النيلية قائلاً: "منذ تدهور الوضع السياحى بعد عام 2011 ، والسياحة لم تتعافى بشكلها الكامل حتى اليوم، مما تسبب فى ارتفاع المديونات والالتزامات لدى العاملين فى السياحة أدت فى النهاية إلى عزوف عدد كبير من العاملين فى القطاع إلى ترك المجال والعمل فى المجالات الأخرى، ومع ذلك يعانى العاملون حالياً من إلزام الحكومة لهم بسداد أقساط ورسوم بشكل كامل دون مراعاة الوضع الحالى للركود السياحى".
واستطرد: "أصحاب البواخر النيلية يتحملون حالياً نحو 40 ألف جنيه إضافية، مقابل توفير 15 طن سولار شهرياً لتشغيل البواخر النيلية، بجانب رفع أسعار السفر من تذاكر طيران وقطارات على المصريين الذين يعدون بمثابة انفراجة سياحية داخلية تعوض العاملين فى القطاع السياحى عن السياحة الأجنبية"، مناشداً الحكومة بالوقوف بجانب القطاع السياحى ومساندة كافة الجهود لعودة التدفق السياحى للنسب الأولى قبل عام 2011 ، مشيراً إلى أن ما ينفقه السائحون من عملة أجنبية أثناء زيارتهم لمصر قادراً على حل مشكلة ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصرى.
حال البواخر خلال فترة الركود السياحى