المخابرات الألمانية ترصد 7500 متشدد على أراضيها
طوارئ أمنية بعد حادث الدهس فى سوق الكريسماس ببرلين
900 مقاتل من أصول فرنسية فى صفوف "داعش"
بلجيكا تتوقع تسلل 5 آلاف مسلح إلى أراضيها
تواصل قوات الجيشين السورى والعراقى تقدمهما فى مدينتى حلب والموصل، الواقعتين تحت سيطرة تنظيم داعش والعناصر والميليشيات المسلحة فى البلدين، أمام هزائم متتالية يتكبدها التنظيم وغيره من الميليشيات المسلحة، وسط توقعات بتسلل المقاتلين الأجانب وغير الأجانب فى صفوف تلك التنظيمات إلى الدول الأوروبية، وتنفيذ هجمات انتقامية ردًّا على ما تكبدوه من هزائم.
وبعد هتاف الضابط التركى الذى قتل السفير الروسى لدى أنقرة، أندريه كارلوف، مساء الاثنين الماضى، بأن جريمته جاءت ردًّا على معركة حلب التى قدمت فيها موسكو دعمًا كبيرًا للنظام السورى وللجيش الوطنى السورى فى حربه على التنظيمات المسلحة، تزايدت مخاوف الدول الأوروبية التى شاركت فى التحالفات الدولية ضد "داعش"، أو تلك التى قدمت دعمًا ماديًّا أو سياسيًّا، من احتمال تعرضها لجرائم مماثلة، وأن تصيبها شظايا حلب، وتبعات هزيمة "داعش" فى جبهات الحرب بالمنطقة العربية.
الصليب الأحمر: 25 ألف شخص غادروا حلب منذ وقف إطلاق النار
فى هذا الإطار، قال الصليب الأحمر، فى تقرير له قبل يومين، إن 25 ألف شخص غادروا "حلب" السورية منذ اتفاق وقف إطلاق النار قبل أسبوع، ويركب معظمهم الحافلات إلى محافظة "إدلب" التى تبعد 60 كيلو مترًا شرق حلب، ولكن لا تعد "إدلب" ملاذًا حقيقيًّا لهؤلاء، فقد قال الرئيس السورى بشار الأسد فى أكتوبر الماضى، لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، إن "إدلب" من المناطق التى ستكون هدفًا لقواته بعد السيطرة على حلب، ما يعزز من احتمالات فرار هؤلاء المسلحين إلى دول الجوار والدول الأوروبية القريبة.
رئيس الأركان البريطانى: أنا قلق حيال "داعش" وعلى لندن مراجعة سياساتها
وفى تأكيد على حالة القلق الأوروبية من "العائدين من حلب"، قال رئيس الأركان البريطانى "ستيوارت" بيتش مؤخّرًا، إن أعضاء تنظيم داعش يتحركون ضمن موجات الهجرة فى أنحاء العالم أجمع، ما يوجب على لندن مراجعة سياستها فى إدارة وثائق الهوية، مشيرًا إلى أنه قلق حيال تواجد "داعش" العالمى، إذ يدمر أفراده وثائق هويتهم ليتمكنوا من الهجرة غير الشرعية لدول أخرى قد يدبرون فيها هجمات، مؤكّدًا أن تنظيم داعش هو "الخطر الأقرب"، وأن عليهم اتخاذ إجراءات غير ضربات التحالف فى العراق وسوريا.
وأضاف رئيس الأركان البريطانى: "أنا قلق حيال تواجد داعش العالمى كفكرة ومحاكاتها، واستخدام الإنترنت وأكثر من الإنترنت، واستخدام التواصل الاجتماعى، وظهوره فى كل أنحاء العالم، إنها ليست ظاهرة محلية الآن، بل هى ظاهرة أكبر، وبالطبع فنحن نواجه، كما قال صديقى المدير العام للمخابرات البريطانية، أندرو باركر، احتمالية تكوين شبكة من الإرهابيين ذوى الخبرة القتالية، ومن الناحية الأخرى هم يفقدون الأرض بشكل سريع، والمقاتلون الأجانب يُقتلون ويُشرّدون، ولكنهم يتحركون فى تدفقات المهاجرين ويختبئون على مرأى من الجميع".
مؤشر الإرهاب العالمى: هجمات الدول المتقدمة زادت بنسبة 650% خلال 2015
كانت منظمة "مؤشر الإرهاب العالمى" التابعة لمعهد الاقتصاد والسلام البريطانى، قد أعلنت قبل أسابيع أن الهجمات الإرهابية فى "الدول المتقدمة" ازدادت بنسبة 650% عام 2015، مع توسع عمليات تنظيم داعش فى 28 دولة عام 2015، مقارنة بـ13 دولة فى 2014.
وتأتى هذه الأرقام رغم انخفاض عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب عالميًّا بنسبة 10% عن 2014، ويأتى عام 2015 فى المرتبة الثانية بعد 2001 من حيث عدد قتلى الإرهاب فى الدول المتقدمة، إذ لقى قرابة 3 آلاف شخص حتفهم فى هجمات الحادى عشر من سبتمبر، فيما لم يتم إجراء دراسة مفصلة للعام الحالى.
كما أكدت المنظمة أن تنظيم "داعش" هو الجماعة الأكثر فتكًا فى العالم بعد إعلانها المسؤولية عن قتل 6 آلاف و141 شخصًا فى أكثر من 250 مدينة حول العالم عام 2015، ومن بين 274 جماعة تعدهم المنظمة تنظيمات إرهابية، قامت "داعش" و"بوكوحرام" والقاعدة وطالبان بارتكاب 75% من هذه الجرائم.
ولم تضع المنظمة الحوادث الإرهابية فى أوروبا عام 2016، إذ وقعت فى العام الجارى المشارف على الانتهاء 5 حوادث إرهابية على الأقل داخل القارة العجوز، لقى خلالها 135 ضحية على الأقل مصرعهم، فكان حادث الدهس فى برلين الذى راح ضحيته 12 شخصًا أمس الاثنين، وقبله فى شهر يوليو وحده حادث الطعن فى كنيسة فرنسية وراح ضحيته قس عمره 84 عامًا، وتفجير انتحارى لنفسه فى "أنسباخ" الألمانية وأصيب فيه 15 شخصًا، وحادث الدهس فى نيس الفرنسية ومات فيه 87 شخصًا، وفى يونيو قُتل شرطيان طعنًا فى باريس، وفى مارس قُتل 35 شخصًا فى تفجيرين بالعاصمة البلجيكية بروكسل.
قلق فى أوروبا.. وبرلين ترصد 7500 سلفى متشدد
وأعربت عدة دول أوروبية عن قلقها إزاء المتشددين على أراضيها، إضافة إلى تسلل "العائدين من داعش" لدول أوروبا، ففى برلين التى شهدت قبل يومين حادث دهس خلّف عشرات القتلى والمصابين، رصدت المخابرات الألمانية ارتفاع عدد المتشددين السلفيين فى ألمانيا بشكل ملحوظ للغاية، إذ وصلوا إلى حوالى 7500 شخص، فى حين أن العدد كان يقدر منذ خمس سنوات بـ3800 فقط، وأن أقلية منهم فقط تدعو إلى العنف، ولكن الانتقال من السلفية الأيديولوجية إلى السلفية العنيفة قد يحدث بسرعة.
وزير خارجية بلجيكا: هناك احتمال كبير لعودة 5 آلاف إرهابى
من جانبه، قال وزير الداخلية البلجيكى، جون جامبون، فى تصريحات سابقة أوردها التليفزيون البلجيكى: "هناك احتمال كبير للغاية لعودة أعداد من الإرهابيين، تتراوح بين 3 و5 آلاف، وذلك بسبب الضربات الجوية ومكافحة الإرهاب فى الموصل بالعراق والرقة السورية".
وأضاف الوزير البلجيكى فى تصريحاته: "تنظيم داعش يعيش فى الفترة الحالية حالة غير مسبوقة من الضغط، لذلك يتوجب علينا تكثيف الضربات حتى يتم القضاء عليهم قبل وصولهم إلى حدودنا، وأن نكون فى غاية الحيطة والحذر"، مؤكدًا أن أجهزة الاستخبارات البلجيكية يقظة بشكل كبير، وتعمل بكامل طاقتها لإحباط كل مخطط محتمل ولرصد تلك العناصر قبل دخولها البلاد.
900 فرنسى فى صفوف داعش.. ورعب من عودتهم للبلاد
فى السياق نفسه، أعرب القاضى الفرنسى مارك تريفيديك، المختص بنظر قضايا مكافحة الإرهاب، عن قلقه من هذا الأمر، قائلاً: "تلقينا فى سبتمبر الماضى تحذيرات من توجه أفواج من مقاتلى داعش إلى مختلف الدول والبلدان الأوروبية، مستغلين المراحل الانتقالية التى تمر بها تلك الدول".
بدورها، نشرت إذاعة "مونت كارلو" عبر موقعها الإلكترونى، دراسة قالت فيها إن تنظيم "داعش" الإرهابى يضم فى صفوفه من 700 لـ900 جهادى من أصول فرنسية، ورجحت الدراسة أن يكون بعضهم قد تسللوا عائدين للأراضى الفرنسية، ما يعد كارثة حتى لو تم القبض عليهم، محذرة من أن إيداعهم السجون مع متهمين جنائيين من شأنه أن يشكل خطورة لاحتمالات تأثيرهم على آخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة