وسط زحام وصخب عربات مترو الأنفاق، تجد شابا انعزل عمن حوله وأطلق لخياله العنان ممسكا بأقلامه الجافة، ويحول 20 محطة مترو يقطعها يوميا من منزله فى المرج إلى مقر عمله في الدقى، إلى مرسم مفتوح، يمثل فيه كل راكب دور "الموديل" ليلتقط من وجوه المصريين حكايات رسوماته اليومية، بل ويعلمهم فى كثير من الأحيان مبادئ الرسم.
وجوه مصرية بأقلام جافة
يرسم لوحة بالقلم الجاف ويعلم من بجواره
يحكي محمد عصام لليوم السابع، أنه يقضى حوالى 3 ساعات يوميا فى مترو الانفاق خلال رحلته من وإلى العمل، ويقول "وبما إنى أعمل مدرب على الرسم بالطريقة الأكاديمية فى أحد المراكز، قررت أن أستغل هذا الوقت فى تنمية مهاراتى وتعليم من حولى من ركاب، وبالفعل علمت عدد من الأشخاص فى المترو النقاط الأساسية للرسم، وأتواصل معهم من حين لآخر لمتابعة تقدم مستواهم".
يعتمد "رسام المترو" فى أعماله العديد من الخامات منها الأقلام الرصاص والفحم والباستيل والزيت، معلقا أن أكثر ما يتقنه ويحبه هو الرسم بالأقلام الجاف.
مراحل الرسم
وجوه بألوان القلم الجاف
وأضاف عن تجربة الرسم فى المترو، أن هناك من تعجبه رسمته ويطلب منه الاحتفاظ بها وأعطيها لهم، وعن وقت إنهاء رسوماته قال "بعضها لا يستغرق أكثر من ربع ساعة، لكن هناك من اللوحات تستغرق معى حوالى 5 ايام لإنهائها، تلك التى تضم عدد من الاشخاص".
ويروى عن أغرب المواقف التى واجهته فى المترو أثناء الرسم، إن هناك بعض الأشخاص لا يصدقون أن هذا رسم ويحسبوه صور فوتوغرافيه بالأبيض والأسود، ومجموعة من الباعة الجائلين بالمترو يتركوا أعمالهم ويراقبوه فى صمت واندهاش عظيم.
رسمة بقلم الجاف الأسود
رسمة فرعونية
وينهى محمد عصام حديثه أنه يعمل على توثيق فكرة أن الرسم تعليم وممارسة وليس موهبة، وأن أى شخص يستطيع أن يرسم ويقدم اعمال فنية رائعة من خلال التعليم، وهذا ما يدرسه فى محل عمله من خلال دورات تدريبيه، وما يفعله مع ركاب المترو.
جانب من أعمال رسام المترو
جانب من رسم المترو
دقة التفاصيل تظهر فى رسم محمد عصام
رسم على تذكرة المترو
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة