واجهت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل موجة من الانتقادات بسبب تبنيها لسياسة "الباب المفتوح" التى سمحت لأكثر من مليون لاجئ بالدخول إلى ألمانيا، ولكن الوضع الأمنى فى البلاد كان مستقرا مما شجعها على إعلان نيتها الترشح لفترة رابعة فى منصب المستشارية فى انتخابات 2017.
ومع انضمام برلين لركب العواصم الأوروبية المستهدفة من قبل الإرهاب، أصبح موقف المرأة الحديدية ضعيفا، لاسيما مع محاولة الأحزاب اليمينية استغلال الهجوم الأخير وتصويره أنه دليل على فشلها.
وتقول صحيفة "التليجراف" البريطانية، إن هجوم برلين وإعلان داعش مسئوليته عنه، "عزل" المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل فى الوقت الذى يسعى فيه اليمين المتطرف الألمانى للاستفادة من الموقف مع اقتراب الانتخابات العالم المقبل.
وتضيف الصحيفة فى تقرير لبيتر فوستر أن ميركل تقضى حاليا "الوقت الإضافى" لها فى منصب المستشارة الألمانية حسب التعبير الكروى وذلك بعد هجوم برلين الأخير حيث تلومها المعارضة اليمينية خاصة حزب البديل لألمانيا، على الهجوم.
وقالت فراوك بيترى، زعيمة الحزب المتطرف إن فشل ميركل فى مواجهة الأخطاء التى نجمت عن سياستها الفاشلة بخصوص استقبال المهاجرين، كان السبب وراء الهجوم.
وأعلنت ميركل عام 2015 سياسة الباب المفتوح للمهاجرين واستقبلت أكثر من مليون مهاجر ما سبب ضغطا على المجتمع الألمانى ورفع من حال التأهب الأمنى بعد حالات التحرش الجنسى خلال احتفالات رأس السنة فى مدينة كولون العام الماضى.
ويؤكد فوستر أن حزب البديل لألمانيا يواصل النمو واكتساب المؤيدين فى ألمانيا بشكل سريع رغم الحرج الذى يتعرض له بشكل متكرر وآخر مرة قام أحد النواب التابعين للحزب فى البرلمان بالاستقالة فى رسالة قوية لقيادة الحزب قال فيها إن سياسات الحزب تذكره بسياسات النازى.
وينقل الكاتب عن عدد من الخبراء فى الشأن السياسى الألمانى قولهم إن الحزب قد لايشكل عقبة كبرى لميركل عندما تسعى لتجديد فترتها فى منصب المستشارية العام المقبل لكن ذلك قد يتبدل سريعا إذا تمكن الحزب المتطرف من إقناع المواطنين بالربط بين سياسات ميركل بخصوص المهاجرين والمشاكل الأمنية التى تعانى منها البلاد.
وينقل فوستر عن بيترى زعيمة حزب البديل لألمانيا قولها إن الصف الثانى وقطاع من قيادات حزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى الذى تتزعمه ميركل أصبحوا مقتنعين أن حقبة ميركل قد انتهت لكن المشكلة أنهم لا يمتلكون البديل.
ومن ناحية أخرى، اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن هجوم برلين الذى أودى بحياة 12 شخصا وإصابة العشرات سيدفع الحكومة الأمنية لتعزيز الحالة الأمنية، من خلال تكثيف المراقبة من قبل الأجهزة الاستخباراتية الألمانية وتلك بالدول الحليفة، مشيرة إلى أنه حتى قبل الهجوم الإرهابى، كانت تعكف الحكومة الفيدرالية على تعزيز جمع البيانات وقدرات الحرب الإلكترونية لمواجهة الجهود الروسية للتلاعب بالسياسة الداخلية العربية.
ورأت الصحيفة أن ألمانيا ستستثمر أكثر فى الأمن، وإذا ثبتت علاقة مرتكب الهجوم باللاجئين، فسيتم مراجعة سياسية ميركل المتعلقة بـ"الباب المفتوح" بشكل كلى، لاسيما بعدما أكدت ميركل "هذا سيكون من الصعب علينا تحمله...فالأمر سيكون بغيضا، لاسيما بالنسبة للألمانيين الذين يتحملون العناء يوميا لمساعدة اللاجئين".
وقالت الصحيفة إن المزيد من الهجمات الإرهابية سيصب فى مصلحة حزب البديل من أجل ألمانيا، فى انتخابات 2017 ، مشيرة إلى أن ميركل ستسعى لتصوير نفسها كحامية الأمن الداخلى، ولكن فى إطار قيود المجتمع الذى يخشى الإرهاب ويحمى فى الوقت نفسه الحريات التى يراها مقدسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة