لا توجد ديانة سماوية تبارك الجريمة البشعة التى ارتكبها الإرهابى التركى ضد السفير الروسى بأنقرة، تلك الجريمة التى لا يقبلها الله ولا رسوله محمد بن عبدالله، عليه الصلاة والسلام، لأننا دين أمن وأمان ودين يأمن فيه الكافر على نفسه، فلا حلب تجبرنا أن نشوه صورة إسلامنا ولا أى شىء فى الدينا تجعلنا نقتل من أعطانا ظهره لكى نؤمنه، ومن المؤكد أن قاتل هذا السفير يعتنق ديانة الدواعش والإخوان أو أنه تربى على يد تلاميذ سيد قطب الذى غذى بفكره كل الإرهاب، وأعود إلى الباحث ماجد الغرباوى الذى يشير إلى ركون فكر سيد قطب إلى فكرة «التكفير» والتوسع فيه، بحيث يفهم قارئه من ظاهر كلامه فى مواضع كثيرة ومتفرقة من كتاب «فى الظلال القرآن»، ومما أفرغه فى كتابه «معالم فى الطريق»، أن المجتمعات كلها قد أصبحت «جاهلية»، وهو لا يقصد بـ«الجاهلية» جاهلية العمل والسلوك فقط، بل «جاهلية العقيدة». «إنها الشرك والكفر بالله، حيث لم ترض بحاكميته تعالى، وأشركت معه آلهة أخرى، استوردت من عندهم الأنظمة والقوانين، والقيم والموازين، والأفكار والمفاهيم، واستبدلوا بها شريعة الله، وأحكام كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم». ويضيف الباحث: «وهذه مرحلة جديدة تطور إليها فكر سيد قطب، يمكن أن نسميها مرحلة الثورة الإسلامية، الثورة على كل الحكومات الإسلامية، أو التى تدعى أنها إسلامية، والثورة على كل المجتمعات الإسلامية، أو التى تدعى أنها إسلامية. فالحقيقة فى نظر سيد قطب أن كل المجتمعات القائمة فى الأرض أصبحت مجتمعات جاهلية. تكون هذا الفكر الثورى الرافض لكل من حوله وما حوله الذى ينضح بتكفير المجتمع، وتكفير الناس عامة، لأنهم أسقطوا حاكمية الله تعالى ورضوا بغيره حكما، واحتكموا إلى أنظمة بشرية، وقوانين وضعية، وقيم أرضية، واستوردوا الفلسفات والمناهج التربوية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإدارية، وغيرها من غير المصادر الإسلامية، ومن خارج مجتمعات الإسلام، فبماذا يوصف هؤلاء إلا بالردة عن دين الإسلام؟! بل الواقع عنده أنهم لم يدخلوا الإسلام قط حتى يحكم عليهم بالردة، إن دخول الإسلام إنما هو النطق بالشهادتين: أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وهم لم يفهموا معنى هذه الشهادة، لم يفهموا أن لا إله إلا الله منهج حياة للمسلم، تميزه عن غيره من أصحاب الجاهليات المختلفة، ممن يعتبرهم الناس أهل العلم والحضارة».
فهذا النمط من الخطاب لا يؤسس ولا يساعد على وجود مجتمع متسامح، بل ينتج حركات إسلامية متطرفة تستبيح قتل المسلم قبل غيره. وهذا ما نشاهده اليوم من تبنٍ كامل لهذه الأفكار من قبل الحركات الدينية الإسلامية المتطرفة «كداعش وأخواتها». وبالتالى ما لم يتم نقد هذا الفكر وتفكيكه ومناقشته وبيان نقاط ضعفه وتحديد المرجعيات التى تمت وفقها هذه القراءة، ليس هناك تفاؤل بقيام مجتمع متسامح. بل يتفاقم هذا الفهم وتتطور هذه القراءة لتتجذر داخل الفكر الدينى إلى درجة يصبح الفكر المضاد، فكرا منحرفا ضالا كافرا. فكيف يمكن التعايش آنئذ بين الأفكار والعقائد والأديان المختلفة؟.. وغدا نواصل نشر الفكر التكفيرى لمفكرى الإخوان والدواعش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة