تستعد الكنيسة الأسقفية لاحتفالات عيد الميلاد المجيد، حيث يترأس المطران منير حنا رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال إفريقيا قداس العيد مساء الرابع والعشرين من ديسمبر الجارى.
اختار المطران عبارة "ميلاد المسيح .. نور يقهر الظلمة" عنوانا لكلمته التى حصلت اليوم السابع على نسخة منه مؤكدًا إنه سئل عدة مرات ما إذا كانت كنيسته ستحتفل بعيد الميلاد فى ظل الأحداث الارهابية التى وقعت مؤخراً فى الكنيسة البطرسية مجيبًا:عيد ميلاد السيد المسيح لاي عنى أننا نتجاهل آلام وأحزان أسر الشهداء، لأن احتفالنا بالميلاد لا يتشابه مع احتفالات العالم التى تتميز بالتجمع فى الشوارع والميادين وقضاء الوقت فى الملاهى الليلية وفى الاكل واللهو.
وتابع المطران فى كلمته: عندما نحتفل بعيد الميلاد نتذكر قصة ميلاد المسيح الذى أحب البشرية لذلك فإن ميلاد المسيح يمنحنا الرجاء وقت اليأس، والفرح وقت الحزن لأن المسيح جاء ليعطينا حياة أفضل من الحياة التى نعيشها الآن.
واستكمل المطران فى رسالته للعيد : ياأحبائى إننا اليوم نصلى من أجل كل الاسر التى فقدت أحبائها نتيجة الإرهاب والحروب والكوارث، ولكى يمنحهم رئيس السلام سلاماً وعزاءاً ونصلى أيضاً من أجل كل المصابين الذين يرقدون فى المستشفيات لكى ما يختبروا شفاء الله، وأيضاً أتينا رافعين بلادنا طالبين بركة وحماية الرب لها، فمصر هى التى فتحت أذرعها لترحب بالطفل يسوع اللاجئ إليها من بطش الرومان.
واستطرد: أحبائى ونحن نتأمل فى قصه ميلاد المسيح و أيضاً النبوات عن الميلاد فاننا نجد كلمتين تتكرران هما النور والظلمة. فالنبى اشعياء يتنبأ قائلا "اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُور " (أش 9 : 2 )
وواصل : اليوم ونحن نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح نرى الظلمة تتكرر، ظلمة البعد عن الله التى تدفع إلى الصراعات والحروب والإرهاب والكراهية والإلحاد وظلمة التدين الظاهرى التى تدفع البعض إلى قتل أخوتهم فى البشرية باسم الدين، وظلمة الجشع التى تتجاهل حاجة الفقراء فيموتوا جوعاً أو يخاطروا بحياتهم محاولين اجتياز البحار حتى يصلوا إلى دول الأغنياء ليجدوا فرصه للحياة.
وذكر المطران إحصاءات لحوادث إرهابية وقعت فى العالم وقال :هناك بعض الأرقام التى تُظهر مدى الظلمة التى نعيش فيها الآن فحتى 19 ديسمبر حدث 2400 هجوم ارهابى فى 59 دولة من دول العالم قتل فيها 20879 و أصيب 26194 ، وغرق فى البحر المتوسط 6000 من المهاجرين غير الشرعيين و 5 مليون سورى تركوا بلادهم إلى بلاد مجاورة و 6 مليون منهم تركوا بيوتهم ونزحوا إلى مناطق أخرى داخل سوريا.
واختتم :" أحبائى أمامنا فرصة فى كل مرة نحتفل فيها بميلاد المسيح، فرصة أن نقبله وندع سلامه يملأ قلوبنا حتى نصبح أبناء النور لأن فيه الحياة والحياة هى نور الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة