حنان شومان

«يوم للستات».. ينتصر للحرية فى مدينة منافقة

الجمعة، 23 ديسمبر 2016 05:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتدنا على عبارة أدب المرأة وسينما المرأة، حين تكون مكونات العمل من صناع وموضوع محوره الأساسى النساء، وبهذا المنطق فإن فيلم يوم الستات بداية من اسمه لمنتجته إلهام شاهين وكاتبته هناء عطية ومخرجته كاملة أبو ذكرى وبطلاته وموزعته إسعاد يونس هو فيلم نسائى صرف، ولكننى رغم هذا أرفض هذا التصنيف، وذلك التعبير فالسينما مهما كان موضوعها أو صناعها هى فن لكل الناس رجال ونساء، هى للبشر بغض النظر عن موضوعها أو من صنعها إن التاء المربوطة ليست حرفا فى فراغ، فهى مربوطة بما قبلها وما بعدها، مربوطة برجل ومربوطة بطفل ومربوطة بمجتمع، وهكذا رأيت يوم الستات.
 
فكرة تحوى الفانتازيا فى أصلها، أن يتم تخصيص يوم للستات فى مركز شباب فى منطقة شعبية، ثم تتحول الفانتازيا إلى موضوع شديد الواقعية تشم منه رائحة حتى الغبار فى الطرقات، نماذج من النساء كل واحدة تحمل حكاية وهم فوق ظهرها وكتفيها كلها نماذج مغايرة للنمطية التى تغلب على أكثر شخصياتنا السينمائية، فمنها المرأة التى تعمل موديل للرسامين، وأخرى تبيع العطور، وثالثة عقلها مفقود، ولكن روحها حية، وغيرها من النماذج، وكلهن يشبهن كثيرا من الوجوه الشقيانة التى نراها كل يوم فى الطرقات، ولكن نفس تلك الوجوه والظهور المحنية نراها قد تحررت وملأها الفرح بمجرد أن أغلقت أبوابها على نفسها وخلعت ليس فقط حجابها أو ملابسها، ولكن أحزانها وكثير من القهر الذى تتعرض له من رجال، إما يتسمون بالضعف كالأب، أو النفاق والكذب كالأخ، أو حتى بالخيبة كالحبيب، أو عيون متلصصة لا ترحم من جيران أو حتى شباب صغير.
 
وأعود لأذكر القارئ أنا أرفض تعبير سينما نسائية لمجرد أنه يناصر نماذج من النساء ضد ضعف وقسوة نماذج من الرجال، لأن بهذا المنطق فإن شعر نزار وأدب إحسان عبد القدوس الذى انتصر كثيراً للنساء ضد الرجال هو شعر وأدب نسائى، ولكنه فقط أدب وشعر وفيلم إنسانى، ينتصر للبشر أى إن كان نوعهم.
فيلم يوم الستات فيلم مصنوع من الكروشيه اليدوى بتاع زمان، ولكن ربما ظروف إنتاجه التى واجهتها صعوبة أطالت فترة التصوير، وبالتالى مرات المونتاج فسرقت بعضا من التتابع فى علاقات الشخصيات فى الفيلم فقد اختفت فجأة وانتهى الفيلم الذى كنا نتمنى استكماله، وبالتالى لا أستطيع أن أعيب على الكاتبة مشكلة فى السيناريو، ولكن تتحمل تلك المسؤولية المخرجة كاملة أبو ذكرى.
 
إلهام شاهين ممثلة جريئة دوماً ومنتجة أجرأ، أن تتصدى للإنتاج فى وقت الهروب الكبير لأكبر المنتجين، قدمت شخصية جديدة علينا وعليها بروح مكسورة وصدق متناهٍ، ناهد السباعى صحيح أن شخصية الفتاة المعاقة ذهنيا قدمتها بعض الفنانات فيما سبق، ولكن ناهد وحدها كأنها تقدم تلك الشخصية لأول مرة فأغلب من قدم هذا النموذج رجال أو نساء قدموه بكثير من الافتعال، ولكن الصغيرة اللهلوبة قدمته بحرفية عمر أكبر من عمرها.
 
أنا أحب نيللى كريم وأعرف كما يعرف الملايين غيرى عن يقين موهبتها، ولكن دورها فى هذا الفيلم يشبه شخصيات أدتها فى الدراما التليفزيونية كثيرا فكأنها والمخرجة استدعيتا شخصية وأداء من الماضى القريب، ربما لو تم ترشيح ممثلة أخرى للدورلكان أفضل حتى لو كانت أقل من موهبة نيللى الغامرة.
هالة صدقى كفيلة بنشر البهجة حتى لو بكلمتين.
 
فاروق وأحمد الفيشاوى ومحمود حميدة وأحمد داوود رجال لولاهم ما كانت النساء سواء سلبا أو إيجابا.
 
فيلم يوم للستات ينتصر للحرية فى مدينة منافقة، يشارك فى النفاق الجميع، والثمن الأكبر تدفعه عادة الستات، ولكن الفيلم منحهم يوما واحدا من الحرية والبهجة فاذهبوا لتشاركوهن التجربة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة