وصل الإجرام الى درجة استخدام طفل وطفلة ، يرتديان ملابس بيضاء ملوثة بالدماء ، لتصوير فيديوهات امام منزل مهجور آيل للسقوط فى مدينة بورسعيد، بزعم انه للتعاطف مع اطفال حلب ، وهو بالطبع كلام غير مقنع ، لان فيديوهات اطفال حلب لا عدد لها ولا حصر ،" والمشرحة مش ناقصة قتلى " ، وفيها لقطات بعضها حقيقى وبعضها مفبرك ، ويشيب لها الولدان من البشاعة والفظاعة ، وتكثف حهات التحقيق جهدها للتوصل الى الحقيقة ، بإحالة المتهم للمحاكمة اذا كان مذنبا ، او اطلاق سراحه اذا كان بريئا.
فى كل الاحوال هى فوضى ما بعدها فوضى ، ولنا معها باع طويل فى كثير من الفيديوهات الضالة ، التى ملأت مواقع التواصل الاجتماعى فى السنوات الاخيرة ، وساهمت فى نشر الشائعات وتشوية اجهزة الدولة وزيادة الاحتقان ، واحترفت الجماعة الارهابية تزييف آلاف الفيديوهات ، وترويجها بشكل واسع لنشر الفوضى ، والصاق الاتهامات بأجهزة الدولة ، وافتضحت مؤامراتهم فى فيديوهات رابعة ، حين تحركت بعض الجثث فى النعوش ، وعطست جثة اخرى ، ولم يتداركوا الموقف الا بعد بثها.
اتذكر ان صحفيا معارضا فى الثمانينات ، قال فى تحقيقات رسمية بعد ضبطه ، انه كان يزيف شرائط التعذيب فى اقسام الشرطة ، بأن يدفع للبوابين امولا مقابل تصويرهم معلقين فى الابواب ، وعلى ظهورهم خيوط حمراء وزرقاء من التعذيب ، ويقوم بتصويرهم ونشرها فى جريدته ، وتزويدها بإعترافات شهود لا وجود لهم ، مع اخفاء معالم وجوه الاشخاص حتى لا يتم التعرف عليهم ، وكانت هذه الموضوعات المفبركة تلقى رواجا كبيرا ، وتسلح الصحفى بمقوله انه لا يمكن الكشف عن مصادره ، وترددت جهات الامن فى القبض عليه ، حتى لا تتُهم بأنها تعتقل الصحفيين وتغلق الصحف ، حتى تم ضبطه متلبسا.
الفترة الصعبة القادمة تحتاج عيونا مفتوحة وضمائر يقظة ، وعلى الاخص فيما يتعلق بالقضايا التى تمس حياة الناس ، فلا مجال للعبث او اطلاق الشائعات ، او اللعب بسلاح الفيديوهات الكاذبة ، التى تنقلها برامج التوك شو من مواقع التواصل الجتماعى ، دون التحرى عن مصدرها ومصداقيتها ، ويزداد المر سوءْ بإلتزام الجهات التى تتناولها بالصمت وعدم الرد ، فتسرى بين الناس كأنها قد حدثت بالفعل .