لو فى بورسعيد.. "حود على سوق السمك مش هتندم"

الجمعة، 23 ديسمبر 2016 01:39 م

سوق السمك

كتب محمد عوض - تصوير عمرو مصطفى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يقاوم على لوزة شعوره ببرودة الطقس وهو يفرغ بطون أسماك البورى، ويعيد غسلها مرارا فى شتاء ديسمبر، وهو يمنى نفسه بمكسب إضافى ببيع البطارخ بسعر مختلف عن الأسماك نفسها، فدرجة الحرارة تقل عن 10 درجات مئوية ولكن حصيلة بيع البطارخ 10 أضعاف السمك نفسه.

فى شهور ديسمبر ويناير من كل عام تزدهر أنواع خاصة من الأسماك فى أسواق بورسعيد، حيث يحل موسم أسماك البربونى والمرجان، والعائلة البورية التى تبدأ فى تجميع بيضها لتتكون البطارخ التى تعتبر وجبة لذيذة للصيادين وطبق رئيسى فى رأس السنة وأعياد الميلاد المسيحية بعد فترة من الصيام.

يقول على لوزة وهى ويفرغ بطن سمكة " بورى": "سعر السمك يختلف على حسب طلب الزبون، فمن يريد السمك بالبطارخ يرتفع عشرة جنيهات على الأقل عن سعره بدون البطارخ".

فى مدينة بورسعيد ومدن القناة يسمون أسماك البورى المذال منها بيضها " فوارغ"، ويتراوح سعرها ما بين 20 و30 جنيها، ويرتفع سعر الأسماك السليمة عشرة جنيها للكيلو الواحد، أما البطارخ فتجمع للحفظ والتمليح ويتراوح سعر الكيلو منها ما بين 350 جنيها وحتى 700 جنيه فى مواسم قليلة الإنتاج.

وتعانى المدينة من ارتفاع أسعار الأسماك بسبب قلة الصيد أحيانا وارتفاع تكاليف إدارة المزارع السمكية ولكن موسم سمك الفوارغ والسردين والبربونى يمنح فرصة لتقليل الأسعار، خاصة مع اتجاه المحافظة لافتتاح أسواق جديدة للتحكم فى الأسعار.

يحكى على لوزة أنه يخرج للصيد مرة فى اليوم عادة ما تكون فجرا، ويبحر بقاربه فى المجرى الملاحى لقناة السويس، ويرمى الشباك وينتظر وقوع الأسماك، ويعود لمنزله ويبدأ الفرز، ويقول هناك زبائن تطلب حجز السمك قبل اصطياده والاحتفاظ بالبطارخ بداخله، ولكنى فى العموم أفرغ البطارخ وأجمعها وبيع الكيلو منها لتجار آخرين لهم طرقهم فى تمليح وتدخين البطارخ وبيعها بطريقتهم.

يعمل لوزة صيادا بين مدينتى الإسماعيلية وبورسعيد، ويفرق بين جودة أسماك البورى المصطادة من المجرى الملاحى لقناة السويس، ومن البحر المتوسط، ويقول: " سمك الكنال" بيعوم فى ميه هادية عن مية البحر المفتوح وعشان كده تلاقيه يحمل دهنا أكثر بقليل تمنحه طعما مميزا فى الشوى".

أسماك البورى من الأكثر انتاجا وشهرة فى بورسعيد من المصايد البحرية أو مزارع الأسماك، وبحسب الهيئة العامة للثروة السمكية أنتج البحر المتوسط 3069 طنا من أسماك العائلة البورية خلال عام 2014، فى حين كان إنتاج أسماك السردين 10 طن و244 طنا!

فى بورسعيد يتاح لك فرصا متنوعة من تناول الأسماك، فيمكنك اختصار الوقت وتناول الطعام فى أحد المطاعم المشهورة المطلة على البحر، ولكن فى سوق السمك القديم يمكنك اختيار ما تفضله من أسماك متوفرة فى الشتاء " مثل القاروص واللوت والبربونى، الاتفاق مع مطاعم صغيرة لشوى الأسماك وطهى الأرز والسلاطات، لتنخفض التكلفة بشكل كبير.

التجول فى سوق الأسماك متعة فى حد ذاتها، فبائعى السمك يتفننون فى طرق العرض، فمنهم من يبقى على أسماك حية فى أقفاص زجاجية ومن يضع أنواع الكابوريا والقشريات بطرق عرض مميزة وهناك من يستعين بطائر البجع للديكور.