أكدت الصين أهمية ضمان أن تساعد التعديلات التى تتم حاليا فى برنامج "سجل ذاكرة العالم" الخاص بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) فى المساهمة بطريقة أكثر إيجابية فى الحفاظ على التراث الوثائقى فى العالم والذاكرة المشتركة للبشرية، بدلا من خدمة المصالح السياسية لبعض البلدان.
جاء هذا الطلب على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشان يينغ تعليقا على تصريح أدلى به وزير الخارجية اليابانى فوميو كيشيدا أول أمس الخميس، قال خلاله إن اليابان سددت حصتها السنوية لليونسكو، ونوه بالتقدم الكبير الذى أنجزته المنظمة الدولية فى عملية إصلاح النظام الخاص بالاختيارات لسجل ذاكرة العالم، وهو برنامج أنشئ فى عام 1992 بفضل اهتمام اليونسكو بالتراث الوثائقى البشرى بهدف صون وحماية هذا التراث من التدهور والضياع نتيجة لبعض الاضطرابات الاجتماعية كالحروب وعدم الاستقرار الأمنى والنهب والتجارة غير المشروعة أو نتيجة لبعض العوامل الطبيعية كالحرارة والرطوبة التى يتعرض لها هذا التراث مع مرور الزمن ابتداء من الحجر والمخطوطات والمكتبات والمتاحف والأرشيفات الوطنية والأقراص السمعية والبصرية والأفلام السينمائية والصور الفوتوغرافية .
وقالت "هوا" إن قيام أى دولة عضو فى منظمة دولية بتسديد مستحقاتها لتلك المنظمة فى الوقت المحدد وبالكامل هو واجب عليها يجب الالتزام به.
وأضافت أنه وبينما تقوم اليونسكو الآن بمناقشة المقترحات الخاصة بتعديل القواعد الخاصة بهذا البرنامج، فإنه يجب على الدول المعنية، ومن ضمنها اليابان، أن تشارك فى تلك المناقشات بطريقة بناءة، بدلا أن تحاول ممارسة الضغوط على المنظمة من خلال حجب الأموال التى من المفترض أن يتم تسليمها لها لمساعدتها على أداء مهامها على الوجه الأكمل.
كانت اليابان هددت اليونسكو بأنها قد تقلص أو توقف مساهماتها السنوية إليها بسبب قرار المنظمة فى العام الماضى بأن تضم الى "سجل ذاكرة العالم" الوثائق الخاصة بمذبحة نانجينغ، وهى المذبحة التى كان ارتكبها الجيش الامبراطورى اليابانى بعد هجومه على مدينة نانجينغ الصينية فى عام 1937 حيث، ووفقا لما يقوله المؤرخون، تم وقتها قتل ما بين 200 إلى 300 ألف من الصينيين أغلبهم من المدنيين.
