أكرم القصاص

براجماتية أردوغان.. وأوراق بوتين والأسد وداعش

السبت، 24 ديسمبر 2016 07:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى عملية خلط وإعادة ترتيب أوراق إقليمية تنطلق من سوريا، وتمس كل الدول، التى أسهمت فى المشهد السورى خلال السنوات الخمس الماضية. 
 
هناك حلفاء ينقلبون على بعضهم، وخصوم يتقاربون، ضمن عملية انتقال بين المعسكرات. وقد ظلت تركيا لاعبا رئيسيا فى الأزمة السورية، حيث انقلب الرئيس التركى أردوغان على حليفه السابق، بشار الأسد، وانضم خلال أربع سنوات إلى حلف الناتو وأمريكا، وكانت تركيا ممرا للمقاتلين والإرهابيين ومأوى ومكانا لعلاج جرحاهم.. وكان أردوغان يسعى ويراهن على قرب سقوط نظام الأسد، لينتزع منطقة آمنة أو يصبح فاعلا.
 
أردوغان تصادم مع روسيا، التى تجاوزت التحالف العلنى، إلى تدخل عسكرى مساند للأسد فى مواجهة داعش والتنظيمات المسلحة فى سوريا، واجهت تركيا التدخل الروسى، ووصل التوتر أقصاه عندما أسقطت تركيا طائرة روسية فى سوريا، تزامن هذا مع حملة دعائية روسية كشفت عن علاقات أردوغان وابنه بلال بداعش وجبهة النصرة، والبترول السورى والعراقى، وتوترت علاقات أردوغان مع حلفائه فى الناتو، الذين انتقدوا علاقاته بالتنظيمات الإرهابية، فضلا عن مواجهاته مع معارضة داخلية.
 
وبدا أردوغان البراجماتى عملية تقارب من روسيا، حفاظا على مصالحه، مبتعدا ـ من دون إعلان ـ عن حلف أمريكا وأوروبا، وبدأ يقدم تنازلات فى سوريا، حتى اعلن بوضوح التخلى عن الإطاحة ببشار، متزامنا مع انتصارات الجيش السورى فى حلب، وطرد داعش والنصرة وميليشيات خسرت مناطق انتزعتها طوال أربع سنوات.
 
ظل أردوغان قادرا لى اللعب بكل الأوراق، حتى لو كان الانضمام لروسيا وإيران فى مواجهة داعش والنصرة.. بل إن وزير خارجية تركيا وإيران وروسيا اتفقوا على أن مكافحة الإرهاب لها أولوية من دون التطرق للرئيس السورى.. فيما بدأ تحولا أقرب إلى الانقلاب فى موقف الرئيس التركى أردوغان، الذى بدت بوصلته المصلحية تتحسس التفوق الروسى، فى مواجهة ضعف أمريكى، وتردد أوروبى فى القضية السورية.
 
وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى خطابه السنوى، الجمعة تنفيذ الاتفاق حول تسوية قضية حلب، بأنه كان أكبر عملية إنسانية فى العالم المعاصر، مؤكدا أن الخطوة التالية وقف إطلاق النار فى كل سوريا.
 
وما يزال أردوغان قادرا على المناورة، واللعب بالأوراق الرابحة، لكنه انقلب على تنظيمات دعمها وحالفها خلال سنوات، وهى داعش والنصرة. فضلا عن أنه ينسلخ من معسكر قطر السعودية المعادى لبشار، والذى يبدو أنه المعسكر الخاسر فى معركة حلب.. وهذه التحولات فى موقف أردوغان، تجاه حلفائه سوف يكون لها ثمن ظهر فى عمليات حرق وتفجيرات داعشية فى تركيا ضمن أوراق تتداخل، وتنتظر النضج.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة