كان أمس 23 ديسمبر هو الذكرى الـ60 لانتصار مصر على العدوان الثلاثى ضد مصر.
كان انتصارًا عظيمًا رغم أنف الحاقدين، وفذلكة المتفذلكين بترديد أنه لم يكن انتصارًا بدليل خسائرنا العسكرية الكبيرة، وأن القول بالنصر ما هو إلا ترويج إعلامى.. هكذا بلغ هؤلاء درجة من الحقد حد ترديد مثل هذه الآراء «الحامضة» التى هى جناية كبرى فى حق تاريخ تضحيات الشعب المصرى العظيم.
وكما هو معروف فإن الحرب بدأت بغارة إسرائيلية يوم 29 أكتوبر على سيناء، أعقبها تدخل بريطانى فرنسى، بإنزال برى فى بورسعيد، لإجبار مصر على التراجع عن قرار تأميم قناة السويس الذى أعلنه جمال عبدالناصر يوم 26 يوليو 1956 فى ميدان المنشية بالإسكندرية، وجاء ردًا على رفض البنك الدولى وأمريكا تمويل بناء مشروع السد العالى.
كانت معركة للإرادة الوطنية فى مجملها، وفى هذه الإرادة تجلت عظمة المقاومة الشعبية فى بورسعيد الباسلة، وقادها شباب ونساء وشيوخ، وتحت قيادة ضباط المخابرات المصرية. ومن يرجع إلى الكتب التى سجلت هذه البطولات، سيتأكد أن مصر عاشت واحدة من أعظم ملاحمها الوطنية فى هذه الحرب، وهناك بطولات خالدة لسيدات وشباب وحتى أطفال من أهل بورسعيد، لكن وبكل أسف تواطأت عليها آلة التخريب والتجريف منذ أن حوّل السادات الاحتفالات بهذه الذكرى إلى مناسبة من الدرجة الثانية.
كما تجلت الإرادة الوطنية فى هذه المعركة فى تيقن جمال عبدالناصر بأن الاعتماد على القدرات الذاتية هو الأساس الأول الذى يعبر بنا إلى النهوض، فكان قرار تأميم القناة تعبيرًا عن ذلك، فمنذ افتتاحها عام 1869 كانت تحت سيطرة فرنسا ثم بريطانيا، والسيطرة هنا لم تكن اقتصادية فقط، إنما سياسية، فقد كانت دولة داخل الدولة، وليس صحيحًا أنها كانت ستعود إلى مصر بعد انتهاء مدة عقد الامتياز عام 1968، مما كان يعفينا من حرب «العدوان الثلاثى»، ومن يرد أن يعرف الحقيقة فى ذلك فعليه بالعودة إلى المرجع المهم «قناة السويس ومشكلاتها المعاصرة» للدكتور مصطفى الحفناوى، الذى أصدرته الهيئة العامة للكتاب ضمن مشروع مكتبة الأسرة فى أربعة أجزاء، يبلغ الجزء الواحد منها نحو 600 صفحة، وهذا الرجل يستحق دوره فى قضية تأميم القناة أن يُروى..يتبع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة