ارتبط مسمى تنظيم "داعش" الذى انطلق بقوة فى نهايات عام 2013 وبدايات 2014، بمساندة النظام التركى لهم، فتقارير وصحف عالمية نشرت فى أوقات متلاحقة مستندات تكشف سماح السلطات التركية بمرور عناصر داعش من اراضيها، للوصول إلى العراق وسوريا والانضمام لهذا التنظيم الإرهابى.
صور أيضا نشرتها تقارير رسمية، كشفت ارتباط نجل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بعناصر داعش، وكذلك صور كشفت علاج عناصر هذا التنظيم فى المستشفيات التركية، لكن كل هذا تغير أمس الخميس، بعدما أذاع التنظيم فيديو يكشف قيامه بحرق جنديين من تركيا، بطريقة وحشية، لتؤكد أن السحر انقلب على الساحر، وأن "أردوغان" يتجرع مع اقترفته يداه.
تفسير التحول فى العلاقة بين تركيا وداعش، يؤكده النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، الذى أكد أننا أمام تكرار لسيناريو ما حدث بين القاعدة والولايات المتحدة الأمريكية فى التسعينيات، عندما دعمت أمريكا القاعدة ضد روسيا، ثم انقلب التنظيم ضدها وتبنى أقوى عملية إرهابية بتفجير برجى التجارة العالمى.
ويضيف "الخولى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن أردوغان يجنى ثمار ما اقترفت يداه من مساعدة لتنظيم داعش، والآن يرد التنظيم له الجميل بحرق جنوده على الأراضى التى يسيطر عليها، موضحا ان السياسة التركية كانت تلعب بالنار لصالح تحقيق أهدافها فى المنطقة وكانت تزرع هذه التنظيمات الإرهابية من بينها داعش.
وأوضح أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن مصر حذرت من هذا الدعم كثيرا، والآن تركيا تدفع ثمن ما فعلته، مشيرا إلى أن هناك تغير فى السياسة التركية مؤخرا بعد محاولة انقلاب الجيش على أردوغان، وظهر تقارب واضح بين تركيا وروسيا بعد فشل محاولات الانقلاب وهو ما دفع حلفاء أنقرة من التنظيمات التكفيرية لأن ينقلبوا عليها مثلما فعلت القاعدة بأمريكا.
وحول معاداة داعش الجميع، بما فيها حلفاءها، يقول صبرة القاسمى، مؤسس الجبهة الوسطية، إن داعش ضد النظام العالمى بالكامل و كل من يهاجم أو لا يهاجم داعش هو هدف يعتبره مشروع له بحسب عقيدته، فكل ما تطاله يد داعش فى خطر، ولا يفرق بين تركى و روسي و عربى أو غربى لذا هناك مزيد من الضحايا كل يوم فى انتظار إما الاغتيال أو الحرق".
ويستطرد مؤسس الجبهة الوسطية قائلا:" نظرا لقرب تركيا من داعش و محاولاتها مساندة الجيش الحر على حسابه، فهى من أولويات داعش حاليا وسيحاول النيل من أمنها و استقرارها بكافة الطرق، ومازال هناك الكثير من العمليات التى سيقوم بها داعش فى انتظار الأتراك سواء داخل الاراضى السورية أو على الأراضى التركية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة