كان غريباً أن يخرج علينا أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة بتصريحات حول رفض «محاسبة».. على الأقل من يشعل الأزمات الكروية، فى وقت تحتاج مصر للهدوء!
ليس الهدف فقط الهدوء.. لكن أيضاً إعادة «القيم» المضافة، مثل ضريبة القيمة المضافة كده!
أكيد يمكننا الانتباه إلى الطريقة التى يرى رؤساء الأندية، أنها ترفع الظلم عنهم، وهناك من يلعبها مبكراً.. على سبيل التحصين من ظلم حكم، أو قرارات تفصيل!
حقيقة.. انهارت العديد من حصون الرياضة، على رأسها التحكيم.. والأسباب معلومة للجميع.. بس اللى عايز يشوفها يا أفندم!
المصيبة.. أن جمعية اتحاد الكرة، أو %85 منها.. تحتاج إعادة نظر فى كونها جمعية من الأساس.. فالانتخابات فى بر مصر، معلوم كيف تدار.. واللى مش عايز يعترف حرام عليه.. وبلاها كلام عن آمال وتطوير!
أما المصيبة الأعظم فهى فيما يقره بعض رؤساء الأندية ومجالس الشباب، والذين معهم فى المجالس الإدارية، من إعطائهم «شهادات» ممارسة اللعبة، والقيد فى جداول الألعاب، ليتسنى لهذا الشاب، أو ذاك الدخول لعالم التحكيم!
قال لى اثنان من رؤساء الأندية الآتى: «قبل يومين من حضورنا هنا- مقر مشروع الهدف بأكتوبر- أعطينا شهادتين لشابين ليدخلا مجال التحكيم»!
قلت لهما: ليه!
ردا.. ببساطة: «هانعمل إيه.. كلها كده»!
كأنهما يؤكدان أن هذا ما وجدا آباءهما وأجدادهما عليه!
• يا سادة.. يحدث هذا فى الوقت الذى نصف فيه الـ%85 بأنهم جمعية عمومية لكرة القدم!
فماذا عن الـ%15.. الباقية!
تقريباً هم من يصلحون جمعية.. آى والله.. بس طبعاً بإضافة الفريضة الغائبة- «الاحتراف»- وفرضه عليهم!
أما الـ%85.. فهم فى أفضل الأحوال هواه!
تخيلوا.. مطلوب منهم أن يديروا احتراف.. مش كده!
• يا سادة.. لكم أن تتخيلوا.. أن رئيس نادى قال لمدربه فى الممتاز «3».. «لن نلعب وديات خارج المحافظة»!
حضرتك شوف كام مركز شباب على كام فريق من أى قرية.. والعب معاهم!
طيب أقول لحضراتكم حكاية لطيفة!
المدرب لا يوقع عقدا!
الجبلاية: «مش مشكلة.. ما هو مكتوب فى محضر اجتماع مجلس إدارة النادى» أو المركز!
• يا سادة.. أما الوزارة، فإنها تتحدث دوماً عن توسيع الرقعة المحاسبية للجمعية!
أكيد الوزارة عارفة كويس.. مين الجمعية!
أظن كمان.. أننا نحتاج مصارحة.. ورأينا كيف ترك الوزير كل شىء، وذهب للجمعية ليكلمهم عن وجوب الاهتمام بأنهم أصحاب الحقوق، فى الوقت الذى كان «الاتحاد الكروى».. يسعى نحو وضع آلية مماثلة للفيفا هى لجنة «القيم»!
• يا سادة.. هل سيوافق رئيس نادى على محاسبته فيما لو رأى أن يهاجم إدارة اللعبة فى مصر!
هل سيوافق على أن توقفه لجنة عند حده فيما لو أضر باللعبة، وألقى بتهم على الحكام، أو أى من فروع اللعبة!
بكل تأكيد لن يوافق!
• يا سادة.. إذا كانت مجالس إدارات الأندية تمد يدها وتمسك بكل «شماعة» من المدربين واللاعبين.. كبديل عن فشلهم فى تحقيق المطلوب، وكأن الفرق التى تهزم، لابد أن الحكام والاتحادات ضدها على طول الخط!
يحدث هذا كبديل عن النظر فى الـ«90» دقيقة مدة مباراة الكرة، وهل قدم الفريق لاعبين وجهازا ما عليه!
• يا سادة.. مازلنا نعيش عصر أهل الثقة!
الطبيعى فى عصر أهل الثقة أن تحكم الإدارة ورمزها رئيس المركز أو النادى «كرة القدم» بشعبيتها وبابا غنوجها.. ولما.. لا.. وهى الضوء كله!
الأمر لن يتوقف عند هذا الحد.. لأن الاتحاد وحده لن يستطيع الصمود فى هذه المواجهة، بينما لا تمتلك دولة الرياضة إرادة صلبة لتمرير ما تريده فى شأن التحول نحو «صناعة الرياضة».. وفيما لا يخرج عن الميثاق الأولمبى!
• يا سادة.. الحكايات عديدة.. وكلكم عرفتوها!
بين ضرب الحكام!
إلى حكام ماشافوش حاجة!
يااااه.. نسينا الإداريين الذين يعملون فى أكثر من مكان!
خد.. بقى حضرتك.. عندك المراقبين.. ومن يراقب من!
• يا سادة.. ببساطة.. ولأن المقولة واضحة: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».. فإن علينا أن نعى تماماً.. أن تلك هى البداية!
أقولها لكم صريحة.. لن نتحرك إلى الأمام، وسنظل «محلك سر».. اللهم إلا بعض المواهب ونفر ممن يعملون بجد.. لكن!
الإرادة الحقيقية مش 85 الجمعية!
الإرادة.. إرادة دولة الرياضة.. ونقولها: «إنما إصلاح الجبلاية.. والصناعة بـ«الأخلاق».. إذا خرجت للنور.. فماذا.. إذا رفضت!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة