أكرم القصاص

تقلبات أردوغان وانقلابات الكارت الأخير

الأحد، 25 ديسمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فيما يبدو الرئيس التركى أردوغان مواصلا الفوز فى سوريا مرة أخرى، يخسر حلفاء دعموا ومولوا الحرب والتنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة وتوابعها.. فهل يبقى فائزا فى مواجهة حلفائه السابقين. داعش والنصرة، وقطر والسعودية، وأوروبا وأمريكا.. أم يواجه مطالب بسداد فواتير جديدة لمواقف سابقة تتناقض مع المواقف الحالية؟.
 
الفوز الظاهر ينبئ بمواجهات، وفواتير على أردوغان أن يسددها ولا أحد يعرف ما إذا كان قادرًا على مواصلة الربح، فى مرحلة معقدة، تتداخل فيها الخيوط وتتقاطع المصالح.. فخلال أسبوع واجهت تركيا تفجيرات واغتيالات، بلغت ذروتها فى قيام داعش بحرق جنديين تركيين فى سوريا تم أسرهما بشمال سوريا، وتم نشر الفيديو، فى مواجهة تناقض مشاهد سابقة كانت قوات داعش تتحرك تحت أعين وبالتنسيق مع القوات التركية فى سوريا. 
 
كما نشر داعش صورا للانتحارى «أبوأسامة» من سكان غزة قال: إنه نفذ عملية انتحارية ضد الجيش التركى شمال سوريا، وقتل 14 قتيلا تركيا وأصاب عشرات.. وفى المقابل اعتقلت السلطات التركية 31 شخصا ينتمون لداعش، بينما تتصاعد الاشتباكات بين الجنود الأتراك والتنظيم فى شمال سوريا.
 
وفى نفس الوقت انقلب الحليف الثانى، جبهة النصرة امتداد تنظيم القاعدة، والتى أعلنت مسؤوليتها عن اغتيال السفير الروسى فى تركيا الأسبوع الماضى، بما يجعل حليفى أردوغان السابقين ـ داعش والنصرة ـ فى صف الأعداء.. مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه التنظيمات منتشرة داخل تركيا، التى كانت ممرا لمقاتليها واجتماعاتها، طوال أربع سنوات، ولا يستبعد أن تكون لها جيوب وخلايا، داخل تركيا بعيدا عن أعين الأمن، مما يجعلها قنابل قابلة للانفجار.
 
ثم إن أردوغان ليس الحليف الوحيد لتنظيمات الإرهاب، داعش والنصرة، وعشرات الميليشيات المسلحة المهزومة فى سوريا، هناك قطر والمملكة، والتى تخسر، بينما يحاول أردوغان تغيير تحالفاته، وينقلب على حلفائه. ولايمكن استبعاد احتمالات صدام تركى مع قطر والسعودية، وحتى حلفائه الأوروبيين المانيا وفرنسا وبريطانيا.. ممن خسروا الرهان على الإطاحة بالأسد، بينما يتخلى أردوغان ببراجماتية عن مطلب الإطاحة بالأسد، ويقترب من حلف بوتين وبشار.
 
عمليات الحلفاء السابقين تبدو انتقامًا من أردوغان على انقلاباته عليهم، يحاولون إفساد الغزل مع روسيا، وقد يكون الثمن مزيدا من القلاقل الداخلية، وإيقاظ الخصوم المتعددين لأردوغان وحزبه. وهم كثيرون، ويدركون أنهم أمام براجماتى يغير جلده وتحالفاته، وينقلب على حلفائه فى لحظات.. وهو ما يجعل فوزه هذه المرة صعبا، وإن كان يعتمد على سوابق فى الفوز والتقلب. وربما يراهن بالكارت الأخير فى جبهات متعددة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة