كنت أتابع افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لتوسعات مصنع النصر للكيماويات الوسيطة فى منطقة أبورواش بالجيزة، بالأمس، بعد افتتاح المجمع الطبى العملاق فى كوبرى القبة، وبعد أسبوع واحد من افتتاح جملة مشروعات عملاقة فى الطرق والكبارى والإسكان الاجتماعى، وكان صوت سيدة الغناء العربى أم كلثوم يشدو فى الخلفية «قوم بإيمان وبروح وضمير.. دوس على كل الصعب وسير.. حق بلادك وحده عليك.. عايز منك سعى كتير.. دوس على كل الصعب وسير.. ادى لعملك جهد زيادة...ده الإخلاص فى عملنا عبادة.. قوم بإيمان وبروح وضمير» وهى الأغنية الوطنية الحماسية، التى غنتها كوكب الشرق بعد هزيمة يونيو 76 لتحفيز الشعب المصرى وإعلان رفض الهزيمة والانكسار بكلمات رائعة للشاعر عبدالوهاب محمد وألحان عبقرية للموسيقار رياض السنباطى.
قلت مثلما يتساءل الآخرون كيف لبلد وبالأرقام تعانى من صعوبات وأزمات اقتصادية وانخفاض فى قيمة العملة المحلية، تبنى وتفتتح كل هذه المشاريع القومية العملاقة..؟.. ما تفسير ذلك.. بالمناسبة كان هذا هو السؤال نفسه، التى وجهته صحيفة الفاينانشيال تايمز فى حوارها مع الرئيس الأسبوع الماضى.
الإجابة ببساطة تتلخص فى إرادة شعب فى الحياة والنهوض من تحت ركام الياس ومواجهة التحدى.. وهذا الشعب هو الذى اعتاد على المواجهة والتحدى دائمًا طوال تاريخه الحديث والمعاصر، وفى ظروف تبدو أكثر صعوبة من الأوضاع الحالية، خاصة بعد هزيمة يونيو 67 وحتى حرب أكتوبر 73 وهى السبع سنوات العجاف، والتى تحملها الشعب المصر ى بصبر وجلد وعناد.
أم كلثوم مازالت تغنى «دوس على كل الصعب وسير.. ابنى وزود من أمجادك.. ابنى لوطنك ولأولادك.. فكر.. ابحث.. ازرع.. صنع.. كل مجاهد حينول أمله.. ربنا مش حيضيع عمله».. والرئيس يفتتح توسعات الشركة، التى تنتج الأسمدة والمخصبات الزراعية،أحادى وثلاثى سوبر فوسفات المحبب، كبريتات البوتاسيوم، المبيدات الحشرية المنزلية،نيو بيروسول للحشرات الطائرة،بيروسول للحشرات الزاحفة، أقراص بيروسول طاردة للناموس. وتنتج الغازات الطبية والصناعية أكسجين نيتروجين أرجون ثانى أكسيد الكربون إستيلين أكسيد النيتروز الطبى ومن الكيماويات حامض الكبريتيك المركز،حامض الهيدروكلوريك، حامض الفوسفوريك والشبة السائلة والصلبة والكلور والصودا الكاوية. حوالى 80 طنا يوميا للسوق المحلى وللتصدير. فالكيماويات الوسيطة- كما يقول العالم الدكتور هانى الناظر الرئيس السابق المركز القومى للبحوث- هى العنصر الأساسى فى صناعة الدواء وبالتالى فإنك عندما تمتلك مصانع وطنية وإمكانيات متطورة لتصنيع الكيماويات الوسيطة فإنك تمتلك القدرة على التوسع فى إنتاج دواء مصرى هذا بالإضافة لصناعات أخرى عديدة تعتمد على الكيماويات الوسيطة.
«اخلق.. جدد.. إنتج.. صدر.. خلى بلادك تقوى وتكبر».. مشروعات جديدة مع كل إشراقة صباح يوم جديد فى مشوار بناء مصر فى نهضتها صناعيا مرة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة