أكرم القصاص - علا الشافعي

روبرت فيسك: الجيش السورى أكفأ من الحرس الإيرانى وسيعيد بناء سوريا.. دير الزور الهدف التالى بعد حلب.. والمعادلة تغيرت فى الشرق.. وروسيا وإيران هما من يقرران مصير المنطقة.. والغرب يبيع الوهم فى الإعلام

الأحد، 25 ديسمبر 2016 08:25 م
روبرت فيسك: الجيش السورى أكفأ من الحرس الإيرانى وسيعيد بناء سوريا.. دير الزور الهدف التالى بعد حلب.. والمعادلة تغيرت فى الشرق.. وروسيا وإيران هما من يقرران مصير المنطقة.. والغرب يبيع الوهم فى الإعلام الجيش السورى
كتبت حنان فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الصحفى البريطانى روبرت فيسك إن عملية إعادة تنظيم القوى السياسية فى الشرق الأوسط استغرقت "13 عاما من الدموية" منذ 2003، والتى انتهت بتمكن روسيا وإيران والمسلمين الشيعة من المنطقة وتقرير مصيرها، مؤكدا أن الغرب تناسى أن الجيش السورى ذو الغالبية السنية يقاتل أعداء ينتمون لنفس المذهب، أمثال جبهة النصرة وداعش.

مأساة سوريا 

وأضاف الصحفى المخضرم فى مقال له بصحيفة الإندبندنت، أمس السبت، إنه كما أنهى الغزو الأمريكى البريطانى للعراق "المغامرات العسكرية الغربية فى الشرق الأوسط، ضمنت مأساة سوريا أنه لن يكون هناك المزيد من الثورات العربية".

وذكر فيسك إن عميد سورى فى مقر الجيش فى دمشق قال له إنه "يجب أن تؤخذ حلب بسرعة قبل سقوط الموصل"، وقد كان بعدها بشهر.

وأوضح الكاتب إن "روسيا أدركت أن أوباما والليبراليين الأوروبيين الباكين كانوا ينشرون الوهم بخصوص سقوط بشار الذى لم يهرب ودعم جيشه، على عكس حليف بوتين الأوكرانى فى كييف"، فى إشارة لهرب الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش فى فبراير الماضى إثر مظاهرات ضده.

وتابع: "يفتخر النصابون المعتادون الذين يظهرون كخبراء على القنوات الفضائية بأن (الجيش السورى) قاتل على 80 جبهة ضد داعش والنصرة ومجموعة من الجيوش الجهادية الأخرى فى وقت واحد، بالإضافة إلى رجال الجيش السورى الحر الذين غيروا فريقهم".

وأقر بأن هؤلاء "الخبراء" غالبا على حق، ولكن هذا بالكاد "سجلا عسكريا يمكن أن تفتخر به"، على حد قوله، بما أن الجيش السورى خسر تدمر للمرة الثانية فى منتصف معركته من أجل حلب.

كما أنه ذكر كذلك أن بوتين لن يسمح بالإطاحة بالأسد بعد تعرض الأول للإهانة بسبب سيطرة داعش على تدمر للمرة الثانية، وكان قد أقام الروس حفل من أجل السلام فى المدينة التاريخية قبل شهور.

الضباط السوريون لا يحبون المستشارين العسكريين الإيرانيين

وقال إن مقاتولى حزب الله كانوا يدخلون الأراضى السورية وهم مسلحون بشكل أكبر من الجنود السوريين أنفسهم، ولكن الجنود السوريون "ليسوا متيمين بالمستشارين الإيرانيين ويفترض معرفتهم الكبيرة بالحرب المفتوحة".

واسترسل: "إن الضباط السوريين مدربين على المعارك ولديهم خبرة أكبر بكثير من الحرس الثورى الذى أتى من طهران، والذى تكبد خسائر أكبر بكثير مما كانوا يظنوا أنه ممكنا، مثلهم مثل حلفائهم الشيعة من أفغانستان والعراق".

وتنبأ فيسك بأن قوات النصرة وداعش التى تحاصر شرقى مدينة دير الزور ستكون الهدف التالى للنظام السورى بعد إعادة السيطرة على تدمر، وبعدها بكثير سوف تهزم داعش فى عاصمتها بمدينة الرقة، والتى فى الغالب سيستردها "حلفاء واشنطن من الأكراد".

وأكد فيسك: "بعد ما يقرب من 5 سنوات من المعارك، لا زال الجيش السورى نشطا"، متابعا: "إنه الجيش السورى الذى سيكون عليه على الأرجح مهمة إعادة بناء سوريا الجديدة عندما تنتهى الحرب فى نهاية المطاف و إنه سيقرر بالتأكيد مستقبل البلاد".

الغرب لا يعرف من يدعم فى سوريا فيبيع الوهم فى الإعلام

وسخر من الزعماء الغربيين لعدم معرفتهم "بالصراع الحقيقى" فى سوريا أو حتى الجانب الذى عليهم أن يدعموه، موضحا أن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند قال للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى إنه على روسيا وإيران إجبار الأسد على السلام وإلا سيتحملان عواقب الانقسام والفوضى فى سوريا، ولكنه قال قبلها بشهرين إنه يجب إتخاذ "إجراء حاسم" ضد جبهة النصرة لأنها تستغل تراجع داعش لصالحها، وهذا بالرغم من أن جبهة النصرة هى من كانت تدافع عن حلب أمام قوات الأسد.

وأضاف فيسك: إن "داعش المتراجعة"، على حد قول هولاند، سيطرت على تدمر بعد تصريح الرئيس الفرنسى بوقت قصير، فى مفارقة طريفة.

ودعا فيسك الزعماء الغربيين إلى أنه "بدلا من الشكوى من الوحشية الروسية وخلط هذا بالقسوة الإيرانية مع كذب حزب الله، فعليهم إلقاء نظرة أقرب على الجيش السورى الذى معظمه من المسلمين السنة والذى كان يقاتل منذ البداية ضد أعداء معظمهم جهاديين مسلمين سنة".

 الجيش السورى على حق

وقال إن الجيش السورى على حق فى كونه يرى جبهة النصرة على أنها أخطر من داعش، كما نوه إلى أن الغرب متحالف مع النصرة لأنها ممولة من قبل "أصدقائنا الخليجيين ومسلحة من طرفنا".

وأضاف: "إن قوة الوهم أهم بالنسبة لنا، إذا لا يستطيع الغرب استعادة الموصل من داعش، فلم يكن بإمكانهم منع السوريين من استعادة السيطرة على شرقى حلب‘ ولكنهم يستطيعون بسهولة تشجيع الإعلام الغربى على التركيز على الروس المتوحشين فى حلب بدلا من الخسائر التى يخشى أن يتكبدها حلفاء الولايات المتحدة فى الموصل".

وبالمقابل، يشجع الروس إعلامهم على التركيز على النصر فى حلب بدلا من الهزيمة فى تدمر، على حد قول فيسك، متسائلا: "أما الموصل، فقد اختفت بشكل غامض من الأخبارن لما يا ترى؟"

كما شكك فيسك فى أعداد من قتلوا فى تدمر ومن كانوا محاصرين شرقى حلب، مشيرا إلى أن الأرقام المتداولة متباينة وقد يتم الكشف بعد سنوات عن أن الأرقام كانت أقل بكثير مما يقال حاليا.

وأنهى الكاتب مقاله بأن "روسيا عادت إلى الشرق الأوسط وإيران تقوم بتأمين شبه دائرة من طهران وبغداد ودمشق وبيروت، وإذا أراد العرب فى الخليج أو الأمريكيين إشراك أنفسهم فعليهم التحدث إلى بوتين أو الأسد".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة