مرحلة جديدة، نهاية وبداية من سوريا، حيث يستمر الرئيس بشار الأسد ويخسر من راهنوا على سقوطه.
ويقترب الرئيس التركى أردوغان من العودة لبشار، منقلبا على انقلابه السابق، بينما يحارب حلفاؤه السابقون «داعش، والنصرة وأخواتهما» ليقدم خطوات لروسيا.. أردوغان اعتاد تغيير بوصلته حسب مصالحه، ونجح حتى وقت قريب، فى إقامة علاقات مع جهات متناقضة وجمع بين حماس وإسرائيل، وكان حليفا لبشار، وانسلخ منه وانضم لأعدائه طوال خمس سنوات، وقدم الدعم اللوجستى والفنى والطبى لداعش والنصرة وكل المقاتلين الذين دخلوا سوريا. اليوم يخوض أردوغان معهم حربا، تعمد داعش أن يهين حليفه السابق، ونشر فيديو حرق جنديين تركيين، وتفجير انتحارى، إهانة العلم التركى، ونشر «داعش» فيديو يظهر استيلاء مسلحيه على دبابتين تركيتين «ليوبارد» ألمانية وعربة مشاة، وقتل وجرح نحو 70 من القوات الخاصة التركية فى مدينة الباب السورية. وقبلها قتلوا 13 جنديا وجرح 33 آخرين. فى إصرار على تصوير هزيمة تركية، مع الأخذ فى الاعتبار أن داعش أو النصرة وباقى تنظيمات المرتزقة، تمثل مصالح قطر والسعودية والدول التى مولتها وتدربها، وبالتالى فإن حرب داعش على أردوغان هى حرب لصالح حلفائه السابقين وتفتح جبهات جديدة. من حلفاء داعش الإقليميين لمعاقبة أردوغان وإبعاده عن روسيا وهو أمر صعب فى ظل إعادة تنظيم الأوراق.
أردوغان اعتاد الفوز، لكن هل يواصل الربح وقد أصبح مكشوفا لخصومه الخاسرين وبالطبع لروسيا وسوريا، ومن يراهم المعسكر الفائز. بينما يواجه داعش داعش والنصرة، والخاسرين فى سوريا، وداخل تركيا هناك جبهات متعددة، وأعداء صنعهم أردوغان أو أعطاهم ظهره، منهم خلايا داعش والنصرة داخل تركيا، وقطاعات مختلفة انتقلوا إلى خصوم أردوغان، قضاة وشرطة وجيش والأكراد وجبهة فتح الله جولن الخصم العتيد.
كل هؤلاء يحتاج أردوغان لهزيمتهم وتخطيهم ليفوز من جديد، ويلتحق بالمعسكر الكاسب، وهنا تبدو صعوبة إعادة العلاقة مع سوريا وبشار، ربما تحتمها المصلحة مثلما دفعت المصلحة أردوغان لتغيير حلفائه والانقلاب عليهم، حتى لو قدم تنازلات مثلما يفعل مع بشار وبوتين، لكنه سيخسر حلفاء داعش والنصرة لتصبح تركيا نفسها هدفا لإرهاب ساهمت فى صنعه، وربما لا يكون أردوغان نفسه، وهو من يبحث عن فوز على أنقاض الفوضى هدفا لحلفاء انقلبوا خصوما فى لعبة تبدو فيها الأوراق مختلطة، تمهيدا لإعادة ترتيب تخصم وتضيف أدوارا فى بداية مراحل ونهاية أخرى.