رغم كونها أحد أهم الكنوز العلاجية التى تمتاز بها محافظة الوادى الجديد والتى يقصدها المرضى من شتى بقاع العالم للاستشفاء بها من الأمراض المستعصية إلا أنها اصبحت تعانى من الإهمال والكساد بما يعرضها للاندثار والتدمير حيث تفقد الآبار الكبريتية والعلاجية الساخنة فى مختلف مراكز المحافظة امتيازاتها تدريجيا مع ضعف الاقبال عليها من السياح والوافدين بعد تأثر النشاط السياحى وقلة عدد الافواج السياحية الوافدة إلى المحافظة والتى لم تكن تستكمل رحلتها دون الغوص والسباحة فى تلك الآبار الكبريتية الساخنة والتى تتراوح درجة حرارتها ما بين 35 وحتى 70 درجة مئوية.
احد الابار الزراعية الساخنة
إغلاق بئر موط
ورصدت عدسة اليوم السابع توقف بئر موط 3 العلاجى والذى كانت تستأجره احدى الشركات السياحية بقيمة لاتقل عن 6 آلاف جنيه شهريا واضطرت لتصفية نشاطها وتم غلق البئر ليتحول إلى بئر زراعى عادى شأن باقى الآبار الموجودة بالمحافظة بعد أن كان من أهم الوجهات العلاجية التى تقصدها الافواج السياحية والمرضى من شتى الأنحاء للاستشفاء من الأمراض فى مياهه الساخنة طوال العام.
بئر موط 3 خالى من الرواد
يقول ايهاب نافع الموظف المسئول عن بئر موط 3 فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع " أن هذا البئر تم تحويله للعمل بنظام الكهرباء بطاقة 80 حصان حيث كانت تستأجره احدى الشركات السياحة ولم يكن يخلو مطلقا من السياح حتى تم انهاء التعاقد مع الشركة وتم غلق البئر كنشاط سياحى باستثناء بعض الحالات المرضية التى تأتى اليه خصيصا للعلاج والتى كان أخرها حالة لمريض من محافظة كفر الشيخ وظل يستحم فى البئر لمدة أسبوع حتى تماثل للشفاء تماما وغيره من الحالات مؤكدا على أن توقف البئر يمثل خسارة كبيرة لقيمته العلاجية التى يعرفها كل من استخدم مياهه فى العلاج والاستشفاء.
حوض بئر علاجى ساخن بالداخلة
ضعف الإقبال السياحى
ومع ضعف الإقبال السياحى على الآبار الكبريتية تضائلت أهميتها مع تجاهل أهالى المحافظة لتلك الآبار رغم ذهاب البعض من الأهالى إليها على فترات متباعدة باستثناء المرضى الذين يستخدمون مياه البئر فى العلاج حيث يظل المريض داخل مياه البئر فى حوض المياه لمدة معينة حتى يشعر بعدم القدرة على تحمل مياه البئر ويتوجه فورا بعد الحمام الكبريتى إلى فراشه ولديه احساس بالارتياح الشديد وهو احساس لا يشعر به مطلقا الا من يجرب استخدام تلك المياه الكبريتية الساخنة وخاصة فى فصل الشتاء.
مياه البئر فى حوض الاستحمام
وقال محسن عبد المنعم مدير عام فرع الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بالمحافظة فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع " أن المحافظة تتميز بوجود عدد كبير من المقومات السياحية الجاذبة للسكان والتى من اهمها الحالة الامنية المستقرة وتعدد المقومات السياحية والتى من اهمها السياحة البيئية والعلاجية التى تتمثل فى الآبار الكبريتية والتى تختلف فى العمق والسعة ودرجة الحرارة التى تتراوح ما بين 30 و73 درجة مئوية والتى تحتوى على أعلى نسبة من عنصر الكبريت مقارنة بالآبار المنتشرة فى شتى أنحاء العالم والأملاح المعدنية وبعض المعادن ذات القيمة العلاجية منها كربونات الصوديوم ونسب متفاوتة من بعض العناصر الفلزية مثل الماغنسيوم والحديد.
احدى السائحات داخل بئر علاجى
الآبار الكبريتية تعالج الالتهاب العظمى المفصلى وروماتويد العضلات
وأضاف عبد المنعم أن الآبار الكبريتية تستخدم فى علاج امراض الالتهاب العظمى المفصلى وروماتويد العضلات الليفى والتهاب الأعصاب والآلم الناجمة عنه والشلل ووهن الأطراف والأمراض العصبية والنفسية ومرض النقرس المزمن ( داء الملوك) وأمراض الجهاز التنفسى ( التهاب الجيوب الأنفية المزمن، التهاب الشعب الهوائية، الربو الشعبى المزمن). والأمراض الجلدية ( الجرب، الإكزيما، حب الشباب، الصدفية وتيبس المفاصل، والكسور الملتئمة المصحوبة بمضاعفات الالتئام الخاطئ والقصور المزمن بالدورة الشريانية للأطراف والسمنة المفرطة والمرضية.
احد الابار الكبريتية قبل كساد الرحلات السياحية
وأوضح عبد المنعم أن السياحة البيئية والاستشفائية بالوادى الجديد بدأت تعود لطبيعتها حيث استقبلت المحافظة مؤخرا عدد من الافواج السياحية التى قدمت للترويج السياحى لمعالم المحافظة وخاصة أن محافظة الوادى الجديد ذات طبيعة خاصة حيث تتميز بطقسها المعتدل والصافى فى فصل الشتاء وهو ما يسمح بالاستمتاع بالمعالم السياحية فى اطول وقت من اليوم بزيارة المعالم السياحية والبيئية للمحافظة مؤكدا على أن قيمة الابار العلاجية هى المحفز لاستقدام الافواج السياحية إلى المحافظة بصفة مستمرة.
احد الابار الكبريتية بالخارجة
بئر كبريتى بالداخلة
بئر موط 3 الذى توقف عن العمل كبئر علاجى
مدير السياحة بجانب احد الابار الكبريتية
مياه البئر الساخنة رغم انخفاض درجات الحرارة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة