اتفق العديد من الأدباء والمثقفين على أن كتاب "شبرا.. إسكندرية صغيرة فى القاهرة" للدكتور محمد عفيفى، هو صرخة إنسانية من أجل الاهتمام والحفاظ على الشخصية المصرية فى ظل ما تتعرض له من محاولات للتدمير، إضافة إلى العديد من الأمور التى تجعله إضافة مهمة للمكتبة التاريخية والأدبية.
الدكتور عماد أبو غازى، والدكتور محمود الضبع، والدكتور محمد عفيفى
جاء ذلك خلال الندوة، التى عقدت مساء اليوم، الاثنين، فى المجلس الأعلى للثقافة، لمناقشة وتوقيع كتاب "شبرا.. إسكندرية صغيرة فى القاهرة"، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، للكاتب الدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة سابقًا، وحضر الندوة عدد كبير من الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومى للترجمة، والكاتب حلمى شعراوى، نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية، والمنتج محمد العدل، والكاتبة ضحى عاصى، والدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والقائم بأعمال أمانة المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، الدكتور أحمد مرسى، والفنانة سيمون، والكاتب وجدى الكومى، الشاعرة نجاة على، والكاتب محمد عبد الرحمن، رئيس تحرير موقع.أورج، وغيرهم. وناقش الكتاب كل من الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور محمود الضبع، رئيس دار الكتب والوثائق القومية.
جانب من حضور حفل توقيع ومناقشة كتاب شبرا للكاتب الدكتور محمد عفيفى فى المجلس الأعلى للثقافة
وقال الدكتور محمود الضبع: إننا نجتمع اليوم لنحتفل بجمهورية شبرا، وبدولة شبرا، وفى الأساس بالفكرة؛ لأنها الأهم دائمًا؛ لأن نؤرخ للزمان والمكان، والشخصية المصرية، عبر ما رسخ فى الوعى الشعبى حول مجتمع شبرا، الذى استطاع أن يصنع لنفسه علامات منذ عهد الخديوى سعيد.
وأضاف "الضبع": هذا الكتاب لم تتضح فيه فقط شخصية المؤلف، وعملية الرصد التى قام بها، بل اعتمد فيه على روح الحكاء، الذى يقدم للقارئ حكايات عن المكان والزمان، وتحولات المجتمع من الزارعة وحتى الحرف الصناعية، وتشكل المكان الجغرافى، والتعداد السكانى وتطوره.
الدكتور محمد عفيفى
وتابع "الضبع": كل هذا يجعلنا أمام فكرة هامة، تعتمد على تسجيل الشخصية المصرية، وهى فكرة مازالت حية، وعلينا أن نؤسس لها، فى العديد من أشكال الكتابة، نظراً لأهميتها الشديدة، فى ظل غياب الوعى المجتمعى، وغياب ملامح هذه الشخصية المصرية، مع فقدان الجمال، وبرأيى أن هذا الكتاب هو صرخة إنسانية تعلن عن إمتلاك مصر لكنوز معنوية تضاف إلى ما لديها.
ومن جانبه قال الدكتور عماد أبو غازى: إن علاقتى بهذا الكتاب بدأ 2009، وبرأيى أنه إضافة مهمة جدًا للمكتبة التاريخية، والأدبية أيضًا، وهذا ما أود التركيز عليه فى هذا الكتاب، ويجعله هاماً من وجهة نظرى، سواءً من ناحية السرد التاريخى، أو النص الأدبى، وهو ما يقدمه محمد عفيفى من تدوينات، رسم بها صورة للمجتمع الكوزموبليتانى، هذا المجتمع الذى يضم أطيافًا متنوعة، وما تعرض له من تطور، بداية من ارتباط شبرا بالقصور، عندما تم بناء قصر محمد على، حيث تم تأسيس شارع شبرا، لتقام على جانبيه القصور والمبانى.
الدكتور محمود الضبع
الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق
وأضاف "أبو غازى": ما يميز هذا الكتاب، هو فكرة ذات الباحث والمؤرخ الحاضرة فى العمل، وأتصور أن ادعاء الحياد فى الكتابة التاريخية أمر زائف، فلا يوجد باحث تاريخى أو مؤرخ محايد، الأهم ألا يكون أثناء سرده يختلق أحداثاً لم تحدث.
وأوضح وزير الثقافة الأسبق قائلاً: الكتاب ليس رواية محمد عفيفى فقط، بل مجموعة من الروايات لشخصيات عاشت فى شبرا فى فترات مختلفة، وقام محمد عفيفى باستحضارهم داخل نسيج العمل، لنرى فى النهاية هذه الأصوات المتعددة المتمثلة فى الشخصيات، أو فى شهاداتهم فى المذكرات والكتب، ليقدم من خلالهم صورة التطور الذى حدث فى شبرا.
وقال عماد أبو غازى: برأيى أن محمد عفيفى لم يبتعد عن الأصول الأكاديمية فى كتابة التاريخ، حيث قدم مزجًا بين المصادر، وهو ما أعرفه عنه من حيث بحثه عن المصادر غير التقليدية فى الكتابة التاريخية، ما يجعل لديه تنوع واسع جدًا فى المصادر على كافة المستويات، حيث يظهر جلياً للقارئ كيف تتبع تطور شبرا من خلال العديد من المصادر مثل: الدراما، السينما، الصورة، الكتب، الأدب، تطور المعمار، وما إلى ذلك، ليخرج من هذا المزيج بصورة عن حى نشأ وتطور فى ظروف خارج المدينة التقليدية، وكيف تغيرت موهبته.
جانب من آخر من إدارة الدكتور محمود الضبع لحفل توقيع ومناقشة كتابة شبرا
وفى بداية كلمته وجه الدكتور محمد عفيفى، الشكر لأمانة المؤتمرات فى المجلس الأعلى للثقافة، ولشباب العاملين فيه على ما يجده منهم دائماً من حسن تنظيم للفعاليات، كما وجه الشكر للدكتور عماد أبو غازى، الذى خصص جزءًا كبيرًا من وقته لقراءة الكتاب قبل صدوره.
وأوضح محمد عفيفى أن السبب فى الذى دفعه لتسمية شبرا بـ"اسكندرية صغيرة فى القاهرة" يعود لما وجده من تشابه بينهما فى عدة أمور كان لكل منهما السبب فى إدخال عنصر جديد إلى المجتمع المصرى بشكل عام.
وقال الدكتور محمد عفيفى أن كل ما حدث لشبرا من تطورات وصل بها الحال، لأن يكون حازم أبو إسماعيل، مؤسس "حازمون" من بين أبناء شبرا، يجعلنا نرى صورة حية لكيفية تغير طبيعة المجتمع المصرى، ووصل بنا إلى ما نحن عليه.
هذا وقد شهدت الندوة، تقديم شهادات حية لعدد من الأدباء والمثقفين ممن نشأوا وعاشوا فى شبرا، مثل المخرج سمير سيف، والفنانة سيمون، والتى قالت بأن أسعد أيام حياتها، هى تلك التى قضتها فى شبرا، مشيرة إلى أن ما أحزننها خلال قراءة الكتاب، هو معرفتها ببعض المناطق التى تغير حالها للأسوأ عما كانت عليه، وكانت مرتبطة بهذه الأماكن.
محمود الضبع يتحدث عن أهمية كتاب شبرا للكاتب الدكتور محمد عفيفى
جانب آخر من كلمة الدكتور محمود الضبع
حضور مناقشة وتوقيع كتاب شبرا للدكتور محمد عفيفى
كلمة الدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق، عن كتاب شبرا
المخرج سمير سيف
الدكتور هيثم الحاج على
المخرج المسرحى عصام السيد
حسن خلاف رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة
المنتج محمد العدل
الدكتور خالد عبد الجليل
جانب آخر من الحضور
الفنانة سيمون
الشاعر أشرف عامر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة