المسؤولون البريطانيون أكدوا لوفد «النواب» حرص «المملكة المتحدة» على دعم مصر اقتصادياً
واستكمالًا لمقالات الأسابيع الماضية فى استعراض لقاءات الوفد البرلمانى المصرى داخل أروقة البرلمان البريطانى، ومراكز البحث، ومع بعض القيادات التنفيذية البريطانية، حيث جاء لقاؤنا الأهم مع مستشار رئيسة الوزراء البريطانية للأمن القومى «مارك غرانت» فى مقر الحكومة بالعاصمة لندن، حيث تحدث الوفد عن حرصه على فتح مجالات شراكة اقتصادية وسياسية مع المملكة المتحدة، والعمل على بناء علاقة اقتصادية أفضل وتخطى أى عقبات حالية، كما ركز الوفد على تعجب الشارع المصرى من إصرار الحكومة البريطانية على قرار الحظر والاستمرار فيه، بالرغم من اتخاذ مصر جميع الإجراءات الأمنية والالتزام بالمعايير التى قامت بمراجعتها الشركات البريطانية المتخصصة. بالإضافة لما سبق، أعرب الوفد لـ«غرانت» عن أهمية دور مصر فى مكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال موقعها الجغرافى والتى من خلاله تمنع الهجرة من دول عديدة إلى الغرب، مثل تشاد وجيبوتى والسودان وإثيوبيا، بالإضافة إلى التشريع الجديد لمكافحة الهجرة غير الشرعية الذى أصدره البرلمان المصرى، ولهذا يتوقع من المجتمع الغربى فى هذا الصدد مساندة مصر فى تأمين حدودها على أعلى مستوى من وسائل التكنولوجيا الحديثة. كما اعترض الوفد على التدخل السافر لسفير المملكة المتحدة فى الأردن، بتعليقه على مستوى تأمين مطار شرم الشيخ، كما انتقد بعض أعضاء الوفد إصرار الجانب البريطانى بهذا الشكل على حظر الطيران، بأنه يدل على اتجاه سياسى لحصار مصر اقتصاديًا، ليعلق مستشار رئيسة الوزراء على أنه هناك إصرار من المملكة المتحدة على دعم مصر اقتصاديًا، حيث إننا نحرص على علاقتنا مع مصر تقديرًا لدورها وتاريخها، كما نحرص على استئناف رحلات الطيران لشرم الشيخ فى أقرب وقت ممكن، مع الإشارة إلى أنه لم يتم حظر الطيران إلى مصر بالكامل، ولكن تم الحظر لشرم الشيخ فقط، ليؤكد أن الشركات البريطانية السياحية نفسها تأثرت من قرار الحظر إلى شرم الشيخ.
ليستطرد الجانب المصرى، بأن من قاموا بمراجعة مطارات مصر، وبالأخص شرم الشيخ، هى شركات بريطانية، وبناءً على المعلومات التى لدينا أن التقرير تحول فى إشارته فى مستوى المخاطر من الأحمر إلى الأخضر ليتساءل الوفد لمستشار الأمن القومى، لماذا لم يتم نشر تقرير شركات الأمن البريطانية حتى الآن ليطلع عليه الجميع، ليعلق الوفد على التحدى الأمنى الذى تمر به مصر على بقعة صغيرة من شمال سيناء، ويؤكد «غرانت» أننا نقدر ونقف جنبًا إلى جنب فى محاربة الإرهاب الحالية فى شمال سيناء، وإذا كان يوجد أى مساحات أخرى للتعاون فى هذا المجال فإننا نرحب بذلك.
كما أجرى الوفد البرلمانى المصرى جلسة نقاشية بالمعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، فقد كانت دائرة مستديرة حضر بها أكثر من 25 متخصصًا فى الشأن المصرى والشرق الأوسطى، قدم الجانب المصرى عرضًا نظريًا عن الوضع السياسى والاقتصادى الحالى، وخارطة الطريق التى تم استكمالها بانتخاب برلمان حالى، حيث دارت نقاشات الحضور فى إطار محاولة فهم أكثر للإصلاحات الاقتصادية التى تشهدها مصر حاليًا، والتحديات الأمنية التى تعانى منها على جميع حدودها وداخل شمال سيناء، كما كان هناك اهتمام بآليات العمل بين البرلمان والحكومة، حيث وجدنا إفادة شديدة من تبادل أطراف الحديث عن الوضع الحالى لمصر وإنصات الدوائر السياسية ومراكز الفكر لأصوات معتدلة.
وبناءً على ما تم استعراضه على مدار أربعة مقالات من أنشطة ولقاءات للوفد المصرى، من خلال مهمته البرلمانية بعاصمة الضباب، نستطيع أن نقول إن الوفد قد حرك المياه الراكدة، فطرق الأبواب التى تم إهمالها منذ 2009م، فقد كان بالأهمية تحقيق استيعاب الجانب البريطانى لوجهة نظر أخرى تجاه الملفات المصرية المعنية من وجهة نظر الشارع المصرى الذى يُمثله أعضاء الوفد، كما كان من الجديد أن يتفاعل وفد برلمانى مصرى مع مراكز الأبحاث والفكر البريطانية، لما لها من أهمية فى رسم السياسة البريطانية وانعكاسات تأثيرها فى السياسة الدولية، باعتبار بريطانيا لاعبًا رئيسيًا فى قيادة الرأى العام العالمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة