لم آر فى حياتى جماعة مثل الإخوان ترتدى الزى الدينى وتتعامل بكل هذا الفجر السياسى مع خصومها، جماعة ارتضت أن تبيع نفسها وتستخدم التقية والكذب سلاحا لها فى حربها مع خصومها، والحقيقة أن هذا ليس بجديد، فمؤسس الجماعة حسن البنا استخدم التقية والكذب للهروب من العقاب خاصة بعد إحدى العمليات الإرهابية التى نفذها بعض أعضاء الجماعة، أما القصة الواضحة التى تُظهر عقيدة التقية لدى الإخوان والتى نقلها الباحث التونسى أيمن حمزى، فهى تبدأ بعبارة شهيرة قالها البنا هى: «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، ولهذه العبارة قصة، وهى قصة مرتبطة باغتيالات وتخريب وحرق وقتل، كان الإخوان قد قتلوا أحد المستشارين من رؤساء محاكم الجنايات اسمه المستشار الخازندار، لأنه أصدر حكماً بسجن أحد الإخوان، ومن بعده قتل الإخوان النقراشى باشا رئيس وزراء مصر، ثم تم القبض على خلية إخوانية وهم فى سيارة «جيب» يحملون مفرقعات وخططاً لحرق القاهرة، وبدأت النيابة العامة فى التحقيق فى هذه القضية التى عُرفت بقضية السيارة الجيب، ولأن القضية كانت بمثابة مسمار فى نعش الجماعة فى هذا العهد لذلك حاولت الجماعة التخلص من أدلتها، فتحرك النظام الخاص وقام بمحاولة لتفجير المحكمة التى يوجد بها ملف القضية، وانكشف الأمر أمام جهات التحقيق والرأى العام، وأمام هذه المشكلة الكبيرة قام حسن البنا بإصدار بيان يتبرأ فيه ممن قاموا بهذا الفعل، وقال فى بيانه عنهم: «إنهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين».
أيمن حمزى ينقل من كتب الإخوان أن الذى وضع هذا الرأى هو محمود الصباغ تبريراً لبيان حسن البنا «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»، كلماته واضحة بأن حسن البنا استخدم التقية، أو الخداع والكذب، لهذا لم نتعجب أن هتف للملك فاروق ثم يقول، إن التقية هنا جائزة لأنها «أمر جائز فى الحرب»، وأجرى محمود الصباغ، القطب الإخوانى التاريخى، مقارنة فقهية بين قتل الإخوان لمحمود فهمى النقراشى، المصرى المسلم الوطنى الذى كان من قادة الشباب فى ثورة 1919، وبين سرايا أرسلها الرسول صلى الله عليه وسلم لقتال أعداء المسلمين.
كان هذا فى ماضى الإخوان، ومع ذلك فإننا لا بد أن نترك التاريخ القديم لندخل إلى حاضر تلك الجماعة، فقبل ثورة يناير وبعدها حين كشف بعضهم للرأى العام أن الإخوان عقدوا صفقة مع نظام مبارك عام 2005 خرجت القيادات تقسم بالله العظيم، والعيش والملح «وتـُربة أبوهم» أن الإخوان لم يعقدوا صفقة، وأنهم أبرياء من هذه الفرية اللعينة والكذبة المفضوحة، ثم بعد أن مرّ على السنين سنون، وقامت الثورة المصرية خرج المرشد السابق الرجل الصريح الأستاذ مهدى عاكف وقال: نعم عقدنا صفقة مع النظام السابق عام 2005 وجلسنا مع شخصيات أمنية كبيرة، واتفقنا على كل شىء، ثم التزم نظام مبارك بالصفقة فى المرحلة الأولى للانتخابات وقتها، ثم نكث عن الاستمرار فى الصفقة فى المرحلتين الثانية والثالثة!
هل تريدون المزيد من الحكايات الطريفة عن تقية الإخوان وموقفهم عندما يفتضح المخبوء فى أقبيتهم؟ عندك صفقة بيعة الإخوان للرئيس المخلوع مبارك عام 1987، إذ وقف المستشار مأمون الهضيبى وقت أن كان رئيساً للهيئة البرلمانية ليعلن بيعة الإخوان لمبارك، وقال فى بيعته: «وجدناك شريفاً فبايعناك، ووجدناك أميناً فبايعناك، ووجدناك وطنياً فبايعناك».
وعندما وعد مرشد الإخوان محمد بديع الشعب المصرى بأنه لن يترشح أحد من الإخوان فى انتخابات الرئاسة، إذا بالجماعة بعدها تقرر خوض انتخابات الرئاسة، وهو الأمر الذى يعتبر نكوثاً عن الوعد، فكتب أحد شيوخ الإخوان، ويُدعى الشيخ فوزى شداد، فى موقع «إخوان أون لاين» يوم 21/4/2011 دراسة شرعية تدور حول جواز النكوث عن الحلف والوعد ثم أداء الكفـَّارة!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة