ذات يوم.. ليلى مراد تشهر إسلامها وتنطق بالشهادتين فى المحكمة الشرعية

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016 10:00 ص
ذات يوم.. ليلى مراد تشهر إسلامها وتنطق بالشهادتين فى المحكمة الشرعية ليلى مراد مع الشيخ عبد العزيز مكي في مشيخة الأزهر تشهر اسلامها
كتب : سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيقظت ليلى مراد زوجها أنور وجدى وسألته: «سامع يا أنور الأذان؟» فرد: «معقولة يا ليلى بتصحينى عشان تسألينى، سامع صوت الأذان؟، أيوه ياستى سامع»، لكن أنور اعتدل من رقدته بعد أن فاجأته بسؤال: «أنت ليه ماطلبتش منى إنى أكون مسلمة ساعة ما طلبتنى للجواز»، فأجاب: «يا ليلى يا حبيبتى أنا اتجوزتك لشخصك، وما كانش فارق معايا أنتى مسلمة أو يهودية خصوصا أن الإسلام إدانا الحق فى كده، وأنا ما حبيتش أتكلم فى الموضوع ده أبدا عشان مؤمن بأن دى حرية شخصية وكل واحد حر فى دينه».
 
ردت ليلى فى حسم: «أنور، أنا عاوزة أبقى مسلمة من زمان، وبفكر فى الموضوع ده، وكل يوم فى الفجر أسمع صوت الأذان وأحس إنى قربت خطوة من القرار ده، والليلة دى قررت أنى أكون مسلمة»، فأمسك أنور بكتفيها قائلاً: «صحيح يا ليلى عاوزة تبقى مسلمة؟» فأجابت: «أيوه يا أنور صحيح وعن ارتياح واقتناع وربنا يقدرنى إنى أرضيه وأبقى قريبة منه».
 
هكذا حسمت ليلى مراد ترك ديانتها اليهودية واعتناقها الإسلام، حسب روايتها التى ينقل عنها الناقد والمؤرخ الفنى أشرف غريب فى كتابه «الوثائق الخاصة.. ليلى مراد» عن «دار الشروق - القاهرة»، مشيراً إلى أن الليلة التى شهدت هذا الحوار شهدت نطق ليلى بالشهادتين فى ختام حوارها مع زوجها «أنور»، و«قامت وتطهرت وتوضأت وصلت مع أنور على غير عادته ركعتين لله، واتبعتهما بصلاة الفجر، وعندما أشرقت الشمس استدعت فضيلة الشيخ محمود أبوالعيون أحد علماء الأزهر الشريف، وكان قريب الصلة بأهل المجتمع، وأسرت إليه بما حدث، وأعادت أمامه نطق الشهادتين، وطلبت منه أن يعلمها أصول الدين الصحيح وكيفية أداء العبادات». توجهت «ليلى» إلى محكمة مصر «الابتدائية الشرعية» يوم 27 ديسمبر «مثل هذا اليوم» لإشهار إسلامها رسمياً والحصول على وثيقة بذلك، ونصت على: «حضرت السيدة ليلى مراد بنت زكى مراد المقيمة بالمنزل 26 شارع شريف باشا - عمارة الإيموبيليا، وبعد تعريفها شرعا بشهادة كل من حضرة الأستاذ محمود أفندى أحمد سكرتير دار الإفتاء، والأستاذ أحمد حسن المحرر بجريدة البلاغ، وأخبرت بأنها كانت يهودية إسرائيلية، واعتنقت الدين الإسلامى من مدة طويلة، ونطقت بالشهادتين قائلة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمدا رسول الله، وأن موسى عبدالله ورسوله، وبرأت من كل دين يخالف دين الإسلام، وقد أشهدت على نفسها اليوم بأنها أسلمت لله سبحانه وتعالى، ونطقت بالشهادتين بالصيغة المشروعة، واختارت لنفسها من الأسماء اسم «ليلى مراد» ويوضح «غريب» عبارة «يهودية إسرائيلية» بأن كلمة «إسرائيلى» كانت تطلق فى المؤسسات الدينية والرسمية وقتئذ على أى يهودى نسبة إلى «بنى إسرائيل».
 
كانت ليلى مراد المولودة فى 17 فبراير عام 1918 تتمتع بالجنسية المصرية الكاملة، ومنذ أن واجهت الجمهور لأول مرة على مسرح رمسيس «الريحانى حاليا» عام 1932 وعمرها 14 عاما فقط، لم يتم النظر إليها أو تقييمها وفقا ليهوديتها، مما يدفع إلى سؤال: كيف استقبل يهود مصر خبر إسلامها؟
 
يجيب الدكتور محمد أبوالغار فى كتابه «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات» عن «دار الشروق - القاهرة» عبر شهادة لليهودى المصرى «موريس شماس» المهاجر لإسرائيل، وينقل ما عاشه فى حارة اليهود وقتئذ، قائلا: «اجتمع عدد من يهود الحارة ليناقشوا مشكلة كبيرة تخص مطربتهم ومعبودتهم الجميلة ليلى مراد التى علموا أنها غيرت ديانتها إلى الإسلام، وكان الغضب يحلق فوق رؤوس الكثيرين، وأكثرهم غضبا اليهودى المصرى الإيطالى الأصل «لا نسيانو» صاحب المقهى، الذى أعلن أن الراديو سوف يغلق فى المقهى عند إذاعة أغنيات ليلى مراد، وأنزل صورتها المعلقة على الحائط، إلا أن سعدية اليهودية الفقيرة ثارت على هذا التصرف وصاحت: لماذا هذا الغضب؟ هل هى قريبتكم؟ هل هى أختكم؟ ما علاقتكم بها؟، وفى اليوم التالى انتشر خبر فى الحارة كلها أنها قامت بزيارة سرية طويلة فى الليلة السابقة لمعبد ابن ميمون اليهودى فى الحارة، فى منتصف الليل وطلبت من القائمين على المعبد عزف الموسيقى على روح أبيها الفنان زكى مراد، ثم غادرت فى هدوء، وفى الصباح وبعد أن انتشر الخبر عم الارتياح فى الحارة»، ويعلق «أبوالغار»: «تبدو هذه الحكاية مصرية تماما، انفعل الناس بسرعة وكان غضبهم شديدا، وسرعان ما عاد الهدوء والصفاء لهم وبدأوا يستمعون إلى محبوبتهم قيثارة الموسيقى العربية».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة