ظهرت الدولة المصرية قوية ومتماسكة، لأن الشعب المصرى كان قوياً ومتماسكاً، وضرب أروع الأمثلة فى المساندة والتلاحم والتحمل والصبر، ورغم الغلاء وارتفاع الأسعار وصعوبة العيش، ورغم الجشع الفاحش للمستوردين ورجال الأعمال، إلا أن الأمل كبير فى اجتياز هذه المرحلة بأقصى سرعة، لتقف البلاد على قدميها رغم أنف الكارهين والمتربصين، وتستطيع أن تدبر سبل حياة كريمة لمحدودى الدخل والفئات الأكثر احتياجا.
ماذا كان يحدث لو لم تكن الجبهة الداخلية متماسكة بهذه الصورة الرائعة التى أجهضت مخطط تحريض الشارع، وأبطلت مفعول تفجير القلاقل والإضرابات والفوضى، استغلالا للظروف الاقتصادية الصعبة وقوف الشعب وراء دولته هو الذى خفف عنها الضغوط الخارجية، التى تستهدف إضعافها والنيل منها، والزج بها فى صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل، وتوريطها فى سياسات لا تخدم الأمن القومى المصرى، وتجعلها خصما وعدوا لدول وشعوب شقيقة، لم تمسنا أو تسىء إلينا.
فى رقبة الدولة والحكومة دين لهذا الشعب الذى أثبت أنه أكبر من أى شىء، وتحمل الصعب وتحلى بالوعى، وعليها أن تسابق الزمن لتعبر المنطقة الشائكة التى يجتازها الاقتصاد المصرى، لتعيد إليه الدفء والحيوية، بما ينعكس على حياة الناس بأوضاع معيشية أكثر سهولة ويسرا.. دين يجب أن تبادر بسداده بسرعة دون تأخير أو مماطلة، ليكون عام 2017 فاتحة خير على البلاد، ويحمل لها بشائر الفرحة والانتصار.
هل لدينا القدرة على إعلان تعبئة كل موارد الدولة، وأن نبدأ خطة مواجهة شاملة على جميع الأصعدة، وأن نقتحم حقول ألغام مسكوتاً عليها منذ سنوات طويلة؟ الإجابة بنعم، وبشائر الخير قادمة فى حزمة من المشروعات الإنتاحية الهائلة التى سيتم الإعلان عنها فى النصف الأول من العام المقبل، وتوفر سلعا وخدمات أساسية، وفرص عمل لمئات الآلاف من الشباب، وتغلق فوهة الاستيراد الطائشة، وتكبح جماح مجرمى الأزمة الذين ضربوا الأسعار فى تلاتة وأربعة دون أدنى مبرر.
صبر الشعب وسام على صدر الدولة.. الشعب الذى ليس لى وطن غير هذا الوطن، ولا تراب غير هذا التراب، ولا يحمل جوازات سفر بجنسيات أخرى.. الشعب الذى لا يستطيع أن يهاجر أو يموت غرقا فى البحار.. أبناء وطنى الأوفياء الذين يرفعون أيديهم بالدعاء أن يحفظ بلدنا وأهالينا من كل شر.