محمود بدر

«merry Christmas» برهامى

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016 05:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نحن لا ننتظر فتوى «برهامى» أو «حسان» حتى نهنئ إخواننا المسيحيين فى أعيادهم

لو كان عند ياسر برهامى ودعوته السلفية وحزبه ذرة واحدة من ضمير أو دم حتى يشعروا بالكارثة الكبرى التى تسببت بها أفكارهم ودروسهم وفتاويهم السنوية الدائمة من خراب للمجتمع وزرع للفتنة وللجهل والخرافات فى بلد الاعتدال والوسطية. 
 
لكن قطعا ليس لديهم دم ولا ضمير ولا حتى عقل يفكرون به!
 
هؤلاء الدعاة الببغاوات الذين يرددون كلاما ممجوجا ويملأون وسائل التواصل الاجتماعى ومواقع الفيديوهات فى نشر أفكارهم وسمومهم اعتادوا فى مثل هذا الوقت من كل عام أن يخرجوا علينا بفتاويهم المكررة الكئيبة عن حرمة تهنئة المسيحيين فى أعيادهم دون مراعاة للياقة الوطنية أو حتى لحالة الحزن التى اجتاحت مصر كلها بمسلميها ومسيحييها نتيجة العملية الآثمة التى هزت الكنيسة البطرسية، ونتج عنها سقوط العشرات من الشهداء والجرحى. 
 
بالنسبة لى ولغيرى، كثيرين من أبناء هذا الوطن، الأمر محسوم تماما ومقطوع به، فنحن لا ننتظر فتوى برهامى أو حسان حتى نبارك ونهنئ، بل ونحتفل أيضا مع إخواننا المسيحيين فى أعيادهم كما كانت تفعل مصر كلها دائما، ربما حتى قبل أن تنبت لحية ياسر برهامى ولحى أصحابه من  المكفراتية قاطعى أرحام الأوطان، وبوم الفتنة التى ضربت أوطاننا. 
 
فمصر لم تعرف مثل هذه الأسئلة والفتاوى أبدا إلا عندما عرفت أمثال برهامى، وعندما انتشرت الأفكار الوهابية كانتشار النار فى الهشيم فى المجتمع المصرى عبر آلاف الجمعيات الدينية الممولة من الجمعيات الوهابية فى الخليج وعبر عشرات الآلاف من العائدين من الخليج، لم تعرف مصر مثل هذه الأفكار إلا عندما أقنعهم شيوخ الوهابية بأن الزى الباكستانى هو الزى الشرعى، وأن ارتداء المرأة للنقاب هو أمل الأمة فى تحرير فلسطين!
 
وإذا كانت مصر الرسمية لا تعير لفتاوى برهامى وإخوانه أى اهتمام، ويذهب رئيس الدولة نفسه لتهنئة المصريين الأقباط فى عيدهم، فإن عليها أيضا أن تمضى فى طريق تجديد الخطاب الدينى بشكل حقيقى يؤكد أننا دولة مواطنة حقيقية لا فرق فيها بين مواطن ومواطن إلا باحترام الدستور والقانون والحفاظ على الدولة المصرية، وعليها كذلك أن تسأل وزير أوقافها كيف يتم السماح للعشرات من مشايخ الدعوة السلفية بالسيطرة على بعض المساجد والخطابة فيها وإعطاء الدروس والمحاضرات، عليها أن تسأله كيف يقف رئيس الدولة ليعلن أنه سيحاجيكم أمام الله إذا لم تتحركوا فعلا لتجديد الخطاب الدينى وتقومون بالسماح لمن خربوا العقل الإسلامى والمخالفين حتى لعقيدة الأزهر الشريف الأشعرية السمحة بالوقوف على المنابر حتى الآن!
للإحاطة
 
● أهل الذمة فى الفقه الإسلامى هم من كانوا فى ذمة دولة الإسلام من أهل الكتاب.. فهل يحق لنا أن نسأل الآن.. ألسنا كلنا سواء كنا مسلمين أو مسيحيين فى ذمة الدولة المصرية!!
 
● وبمناسبة تجديد الخطاب الدينى وقضية تهنئة المسيحيين.. شكل الإمام الأكبر شيخ الأزهر لجنة جديدة للاجتهادات الفقهية، وطالبها بالنظر فى العديد من القضايا منها الموسيقى وتهنئة غير المسلمين بأعيادهم وفوائد البنوك وغيره.. فهل مازالت اللجنة تبحث كل تلك المواضيع أم أن هناك خلافا بين أعضاء اللجنة نفسها!   

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة