لأن الأطفال هم مستقبل هذا الوطن، ولأننا نراهن عليهم بكل ما لدينا من أحلام تتعلق بوطن قوى وإنسانى، يمكنه أن يحل مشكلاته، وأن يبدأ رحلة التطور التى يستحقها، ولأننا نعرف أن ذلك لن يكون إلا بالبحث عن الموهبة التى يملكها الأطفال فى كل المجالات، لذا قصدنا فى «اليوم السابع» أن نقدم مبادرة «أنا مبدع»، التى تسعى لاكتشاف الموهوبين من الأطفال فى الكتابة والرسم والموسيقى، وغيرها من المجالات، وحددنا يوم السبت من كل أسبوع لنشر هذه الإبداعات.
وللأسبوع الثالث على التوالى فعلنا ذلك، ودون مزايدات، كان الأمر مفاجأة بكل المقاييس، عدد المشاركين الذين أرسلوا أعمالهم كبير جدًا، ويتزايد بشكل يومى، وبالطبع كانت معظم المشاركات متعلقة بفن الرسم، وجاءت الموضوعات مميزة، والألوان التى استخدمها الأطفال معبرة بقوة عما أرادوا أن يقولوه، كما كانت هناك مشاركات مميزة فى الغناء والتصوير والابتهالات الدينية.
المفاجأة الأكبر كانت فى اهتمام الأسر التى حرصت على أن ترسل إبداعات أبنائها، وتواصلت معنا حتى تأكدوا من النشر، وذلك يؤكد أن هؤلاء الأطفال إذا ما واصلوا العمل على مواهبهم فإن الدعم الأسرى لن يتخلى عنهم أبدًا .
ومبادرة «أنا مبدع» لا تزال تنتظر مشاركات الأطفال المصريين من كل مكان، ونتمنى أن يستجيب لها الأطفال، خاصة فى القرى البعيدة الممتلئة بالموهوبين الذين يخجلون عادة من عرض إبداعهم على الآخرين، أو لا يجدون تشجيعًا خاصة بعد تراجع المؤسسات عن القيام بدورها، وأول المتراجعين كانت المدارس، ونتمنى من الآباء والأمهات أن يساعدوا أبناءهم على اكتشاف أنفسهم مبكرًا.
ربما يظن البعض أن ما يقدمه الأطفال مجرد طاقة زائدة، يخرجها الطفل فى «شخبطة» أو كتابات بسيطة أو غناء ، ثم يذهب كل ذلك لحاله، وعندما يكبرون ستسرقهم الحياة، وينسون محاولاتهم الأولى، يحدث ذلك لأننا- نحن الكبار- لا نربط فى أذهانهم بين الإبداع والوجود، نسفّه مما يفعل أبناؤنا فى حياتهم البسيطة من إبداع، وتقريبًا نقتل مواهبهم.
علينا أن نعلم جميعًا أن الإبداع هو الوحيد الذى سيحرر هؤلاء الأطفال من قيودهم، ويفتح الباب لأحلامهم التى ستتسع لتشمل الواقع الذى يعيشون فيه، لأننا عندما نعترف بما يفعلون، فإننا نشاركهم بقوة فى صنع قراراتهم بأنفسهم، وذات يوم سيكونون قادرين على اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمستقبل هذا الوطن وإنسانيته.
لذا نحن سعداء بأن يكتشف الأطفال أنفسهم على موقع «اليوم السابع»، وأن يرسلوا إلينا إبداعاتهم على الإميل culture@youm7.com.