فور طرح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، رؤيته لإنهاء الصراع طويل الأمد بين أصحاب الأرض والحق الفلسطينيين ودولة الاحتلال الإسرائيلى، فى خطابه اليوم الأربعاء بواشنطن، بدأت إسرائيل فى شن هجمات ضد كيرى ووصفته بالمنحاز والمهووس.
وبدأت إسرائيل هجماتها على لسان رئيس وزرائها ضد كيرى الذى أكد أن أمريكا تدعم حل الدولتين بقوة ولن تتنازل عنه، حيث قال نتانياهو: " "كيرى ألقى كلمة منحازة ضد إسرائيل".
وأضاف نتانياهو، خلال تعقيبه الذى نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "خلال أكثر من ساعة تناول كيرى بشكل مهووس قضية المستوطنات وبالكاد لم يتطرق إلى جذور الصراع وهى الرفض الفلسطينى لوجود دولة يهودية مهما كانت حدودها" على حد قوله.
مخاوف إسرائيل من خطاب كيرى
وتخشى الحكومة الإسرائيلية أن يمهد خطاب كيرى الطريق إلى مشروع قرار آخر فى مجلس الأمن، وإلى مؤتمر السلام فى باريس، المزمع عقده الشهر المقبل، يمنح الفلسطينيين نقاطا أخرى فى حربهم الدبلوماسية ضد إسرائيل، قبل دخول الإدارة الأمريكية الجديدة.
جاء خطاب كيرى فى وقت تدهورت فيه العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة أوباما على نحو غير مسبوق بعد التصويت فى مجلس الأمن ضد الاستيطان الإسرائيلي، والذى امتنعت فيه عن استخدام حق النفض ضد القرار، خلافا للتوقعات والالتزامات الأمريكية لإسرائيل على مر السنوات الماضية.
واتهمت القيادة الإسرائيلية إدارة أوباما بأنها المبادر لمشروع القرار المضر لأمن إسرائيل، حسب وصف مسؤولين إسرائيليين.
خطاب جون كيرى التاريخى
وقال كيرى فى خطابه إن حل الدولتين معرض للخطر بسبب المستوطنات، مضيفا "أن المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية تهدد أمل الفلسطينيين بإقامة دولتهم ومستقبل إسرائيل فى آن واحد".
وأضاف فى خطاب شامل عرض فيه رؤيته لحل الصراع: "إن إسرائيل تحاول الاستيلاء على أراض فى الضفة الغربية" مؤكدا أن "ذلك سيؤدى إلى "احتلال دائم" للأراضى الفلسطينية. وحول التصويت قال كيرى "إن التصويت فى الأمم المتحدة كان يتعلق بالحفاظ على حل الدولتين".
رد رئيس لجنة الكنيست
فيما عقب رئيس لجنة الكنيست للعلاقات الخارجية يوأف كيش، قائلا: "إن وزير الخارجية الأمريكى يتحدث عن صداقة وفى الوقت نفسه يشارك بدور مركزى فى ضربة تضع بقعة على التحالف من طويل الأمد بين اسرائيل والولايات المتحدة"، معتبرا أن الادارة الأمريكية لم تفعل أى شيء لأجل اسرائيل.
وزير إسرائيلى: كيرى وضع قيود أمام ترامب
بينما استنكر وزير الشئون الاستراتيجية فى حكومة نتانياهو، جلعاد أردان، خطاب كيرى بشأن عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، واصفا الخطاب بأنه "مثير للشفقة" و "غير ديموقراطى".
وأضاف أردان أن هدف الخطاب وضع القيود للرئيس المنتخب دونالد ترامب، وتكبيل خطواته المستقبلية المتعلقة بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية الحالية هى داعمة للمواقف الفلسطينية.
سفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة
بينما اعتبر سفير إسرائيل فى الأمم المتحدة دانى دانون، أن الولايات المتحدة تنازلت عن إسرائيل قائلا: "تنسيق الخطوات المعادية لإسرائيل مع الفلسطينيين ودفع قرار أحادى الجانب ضد إسرائيل فى مجلس الأمن ليس كدعم اسرائيل، بل العكس، إدارة أوباما تعمل ضد اسرائيل فى الأمم المتحدة وكل شيء غير ذلك هو ضحك على اللحى".
وأضاف دانون: "ليست الخطابات والتصريحات ولا قرارات أحادية الجانب من الأمم المتحدة هى التى ستؤدى الى السلام فى منطقتنا بل فقط استنكار الارهاب، وقف التحريض والعودة الى طاولة المفاوضات المباشرة.. وعلى الفلسطينيين أن يفهموا ذلك". وشكر الرئيس المنتخب دونالد ترامب على دعمه لاسرائيل".
وزيرة إسرائيلية تدعوا كيرى لتقسيم واشنطن
واعتبرت وزيرة الثقافة والرياضة ميرى ريجف أن الأمل الوحيد من أقوال كيرى هو الأمل الذى يمنحه "للمنظمات الإرهابية" على حد قولها، داعية وزير الخارجية الأمريكى "الى تقسيم واشنطن، زاعمة بأن القدس كانت عاصمة الدولة اليهودية قبل 3000 عام وستبقى كذلك فى الـ3000 عام التالية والى الأبد.
ليفنى: كيرى وضعنا أمام القرار الصعب
واعتبرت النائبة بالكنيست ووزيرة الخارجية السابقة تسيبى ليفنى، أن كيرى يضع اسرائيلى أمام القرار الصعب "فقط نحن علينا الاختيار بين اسرائيل آمنة، يهودية وديمقراطية - أو دولة واحدة ثنائية القومية وتعيش صراعا".
وأكدت ليفنى القيادية بحزب "المعسكر الصهيونى"، أنه بنظرها "دولتين للشعبين هى مصلحة اسرائيلية واضحة وهذا هو النقاش الداخلى والحقيقى والوحيد الذى يجب البت به: الانفصال عن الفلسطينيين أو دولة واحدة".
المعارضة الإسرائيلية: خطاب كيرى ليس مفاجئة
بينما قال رئيس كتلة حزب "ميرتس" اليسارى المعارض النائب بالكنيست ايلان جيلؤون: "أقوال كيرى غير مفاجئة، فقد شكلت الحقيقة الواضحة المعلومة للجميع، دولتان هو الحل الوحيد للأزمة فى منطقتنا، الى أن يتمتع الفلسطينينون بالتحرر القومى بشكل دولة ذات سيادة كما نحن نعيش ونمارس حقنا بالتحرر القومى بشكل دولة اسرائيل، سنضطر لمواصلة ادارة الأزمة وليس حلها".
وأضافت القيادى بالمعارضة الإسرائيلية: " أرض اسرائيل التاريخية تابعة للشعبين، اليهود العائدين الى أرض أجدادهم، والفلسطينيين الذين عاشوا هنا طوال عقود، لذلك فإن حل الدولتين هو الاحتمال الوحيد لمن يدعم أجندة الحياة وليس أجندة الموت".
ترامب ستبقى إسرائيل صديقا حميما
وكان الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، أكد فى تغريدة له على موقع "تويتر" انه لا يمكن الاستمرار فى التعامل مع اسرائيل بكامل الازدراء وعدم الاحترام.
وأضاف ترامب، أن الولايات المتحدة كانت فى الماضى صديقة حميمة لإسرائيل إلا أن هذا الوقت قد ولى بداية مع الاتفاق النووى الفظيع مع ايران وانتهاءا بقرار مجلس الدولى ضد الاستيطان واختتم ترامب تغريدته هذه داعيا اسرائيل "ابقى قوية".
عدد الردود 0
بواسطة:
جووو
الزمالك هو الحياة
فوز الزمالك هو امل الشعب المصري وامل محمد حلمى في الاستمرار في الزمالك الفوز للمستشار مرتضي