بالصور.. الإهمال يضرب مستشفى الهلال الأحمر بقنا.. 120 غرفة بالطابق الرابع تتحول إلى مأوى للقطط ومخزن للقمامة.. دعاية انتخابية داخل الطرقات.. والأطباء يستخدمونها لخدمة عياداتهم الخاصة

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016 05:30 ص

الإهمال يضرب المستشفى

قنا – وائل محمد

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم تميز موقعها وسط محافظة قنا، لكن مستشفى الهلال الأحمر، دخلت على خط الإهمال الذى يضربها من كل مكان لتلحق بغيرها ضمن منظومة الصحة التى تعانى منها المحافظة، وتتحول إلى سبوبة يستخدمها الأطباء لعلاج مرضاهم من العيادات الخاصة، وفقدانها الخدمة المتميزة التى كانت فى السابق، على الرغم أن المستشفى ترتفع من قيمة الكشف الطبى والفحوصات، ليفقد أبناء المحافظة طموح أن يجدوا مستشفى تعلاجهم.

اليوم السابع تجولت داخل أروقة مستشفى الهلال الأحمر بمحافظة قنا، ورصدت العديد من السلبيات داخل المستشفى، التى تضرب أنحائها، بداية من غلق الصيدلية التى كانت تعمل على مدار 24 ساعة لعدة أسباب لا يعلمها غير المدير الذى قرر فجأة غلقها، وهى الصيدلية الوحيدة التى كانت تعمل فى المحافظة على مدار اليوم، وتخدم قطاعا كبيرا من أبناء وسط المدينة.

عند دخولنا من باب المستشفى لم نجد أفراد أمن أو أشخاص إداريين للسؤال عن هويتنا أو الأسباب التى دفعتنا للدخول، وإنما تحول مدخل المستشفى إلى جراج لوضع الدرجات البخارية، رغم أن المستشفى يوجد لها بوابتين رئيسيتين، لكن تم إغلاق إحداها وهو الباب المواجه لمدرسة فاطمة الزهراء الثانوية، واقتصر الدخول على باب ضيق لا يتسع لدخول 5 أشخاص فقط.

تجولنا داخل المستشفى لرصد السلبيات الموجودة، انتقلنا إلى الطابق الأرضى، والذى يحتوى على غرفة التحكم الكهرباء الرئيسية، والتى تقوم بتشغيل وحدة الغسيل الكلوى وبنك الدم، والمخزن الذى تفوح من رائحة كريهة بسبب انتشار القمامة، وكان وصولنا إلى ذلك الموقع هو الكارثة الأكبر، حيث لا يوجد أفراد أمن وقد يستطيع أى شخص أن يقوم بأعمال تخريبية.

واصلت اليوم السابع جولتها داخل المستشفى لرصد السلبيات الموجودة داخل بنك الدم، وتبين قيام الممرضين بوضع أكياس الدم دون رعاية كاملة أو الاشتراطات الطبية التى يجب أن يتم التعامل بها داخل بنك الدم، غرف الأطباء مفتوحة ويستطيع أى شخص الدخول وملامسة الأجهزة الطبية دون أن يعترضك أى شخص، كما أن أحد الطرقات تحولت إلى مخزن للبوفيه، ويتم وضع صناديق الزجاجات الغازية، والكراتين الشيبسى الفارغة فضلاً على انتشار القمامة.

انتقلنا إلى الطوابق الثانى والثالث ولكن لم يختلف الأمر عن سابقه، وكان الطابق الرابع هو الكارثة، حيث تعانى أغلب مستشفيات محافظة قنا من تهالك الأسرة الموجودة فى المستشفيات، ويوجد نقص حاد فى استيعاب المرضى لعدم وجود أسرة كافية لهم، لكن إدارة مستشفى الهلال الأحمر تركت حوالى 100 سرير عرضته للتهالك وعوامل الزمن والصدأ، دون الاستفادة منها، كما أن الطابق يوجد بها 120 غرفة كلها أصبحت مأوى للقطط، رغم جاهزية الغرف الكاملة من وجود إنارة كاملة بها، وتحتوى الأرضية على سراميك تهالك أغلبه بسبب الإهمال الذى طاله أيضاً.

الكارثة التى تم رصدها أن الطابق يحتوى على معدات طبية باهظة الثمن، لكن تم تشوينها فى هذا المكان وتركها عرضة للصرف الصحى الذى ظهر رشحه فى بعض الحوائط، ولم يكتف بذلك، لكن تم رصد بعض صور مرشحى أعضاء مجلس الشعب أثناء إجراء الانتخابات البرلمانية معلقة على الغرف، كنوع من الدعاية الانتخابية، فى مخالفة صريحة وتدهور كبير وصل إليه الحال.

الحاج محمود سيد أحد المرضى قال والله المستشفى دى كانت حاجة عالمية، لكنها تحولت إلى سبوبة للأطباء يأتون من عيادتهم لعمل العمليات ودفع مبالغ مالية كبيرة، والغلبان لو فكر يعمل عملية بأسعار منخفضة مفيش مكان.. ده بيكون ردهم، فضلاً عن الحالة السيئة التى وصلت لها المستشفى، رغم تميز موقعها لكنها فقدت كافة الرعاية الصحية، كما أن القائمين لا يستغلون كفاءة المبنى الموجود فى المستشفى، واستثمار 12 غرفه بالطابق الرابع وتركها كمخزن، أين الرقابة الإدارية للتحقيق فى تلك الوقائع؟

على إبراهيم أحد أبناء محافظة قنا قال: "الرئيس طالب بالاهتمام بمنظومة الصحة، وإحنا بنقوله منظومة الصحة يجب أن يتم تغيير قياداتها، هل يعلم وزير الصحة الحال الذى وصلت له مستشفى الهلال الأحمر بمحافظة قنا؟.. إن مقارنتها بمستشفى الهلال الأحمر برمسيس يعطى فرقا شاسعا، فالمستشفى فى قنا أصبحت لا تعمل بالكفاءة وتقتصر الخدمات الطبية فيها على وحدة الغسيل الكلوى وبنك الدم فقط ، وهذه كارثة كبيرة.. مستشفى مقامة على مساحة كبيرة، وتحتوى على أجهزة طبية غالية ولا تعمل بصورة جيدة.

مضيفاً: "الفساد طال كل شىء، إزاى صيدلية كبيرة داخل المستشفى لا تعمل وتم غلقها؟.. ولحساب من تظل الصيدلية مغلقة لمدة وصلت لأكثر من 6 أشهر دون معرفة الأسباب الحقيقة وراء غلقها، وهى التى تخدم أبناء المدينة؟.. نريد تحقيقا كبيرا من محافظ قنا اللواء عبد الحميد الهجان، ومحاسبة المقصرين.