فى نهاية عام وبداية عام جديد يحق لنا إعادة التقييم ومراجعة مدى الفاعلية لبعض من التصرفات والتوجهات.. والحصاد لعدد ما تبقى لنا من الأصدقاء.. وما مدى ما اكتسبنا من الثقة والاحترام، وهل بالفعل حققنا من المكاسب الواقعية أم مازالت ضمن مخزون الدوافع والطموحات أو ضمن ما تبقى فى حسابات النوايا الشخصية.. وهل التقييم للبشر يضع فى دفاتر حساباته أسباب الضعف الإنسانى والتهاون أحيانا والانبهار كثيرا لتكون الاستعانة بشخصيات تتسلق وتتلون وتسوء للناس. فمن يتقدم الصفوف عليه أنواع وأشكال من الحمول المرهقة والكثيرة.. نعم.. ولكن أيضا عليه دائما مراجعة وجهة وصحة الشراع للسفينة لنضمن سلامة وسرعة الوصول لما تم علية الاختيار.
أولا: أمام هذا الحصاد لعام مضى علينا قاسيا وصعبا، بقدر ما تملكته من عدد الأزمات والحروب، والدماء. وما يكفى من التدخلات الدولية، ومن التجاوزات السياسية وأخطاء تكتيكية، ونجاح قد يصادف مرة.. ومن ثم نجد عددا من التداعيات من بعدها لعدد من القرارات المغلفة بالفشل تصدمنا لمرات..؟! وربما بسبب سوء الاختيار لشخص أو لفريق أو حتى لبرلمان..أو ربما بسبب نتائج الاختيارات لأدوات أو للضعف فى الإبداع أو حتى فى التقديم لنوع من مخارج السيناريو والحوار... أو لتقبل الطرح الجديد أو القرار! صعب متخبط رمادى غير متماسك، نعم هناك عدد من التحركات السياسية والاقتصادية القاسية التى حاصرتنا واخترقت قلوبنا، فخسرنا فى أماكن، وربحنا فى أماكن أخرى.. وحصادنا كان..ولكن يبقى مؤشر اختيار الإصرار على العبور من نفق الإصلاح.. ولإثبات حق فى الوجود الإقليمى والعربى والدولى.. ولا تظل صورة مصر فقط هى مصدر من الهموم للآخرين، هكذا هو التحدى فى هذا العام الجديد، ولكن ربما نحتاج الاستعانة بنوعية أخرى أقوى تدرك بالرؤية والتجربة وليس بالفطرة، يشارك فى الإبداع والخبرة فيحقق تغيرا فى مؤشر الضغط ويجعل النجاح ليس من ضمن السراب ولا تصدر فقط الشروط والالتزامات دون تقديم جزء من الخدمات فتصبح فقط المرحلة موجعة متخبطة ناقمة غاضبة على الأفراد والشعوب..فالسخرية دائما والاستهانة بسوء الأوضاع ولعب دور الضحية لما هو من حولى، ولمن جاء قبلى قد يجعل الآتى أعظم، فعلينا التعلم سريعا من هذه الأخطاء وحسن الاختيار، والتقييم النفسى فى السلوك والأداء لنا ولكل هؤلاء؟!
ثانيا: ما يحدث من تصعيد ممنهج فى سوريا أيضا قبل نهاية هذا العام وقبل فتح باب من التسويات يؤكد أن الدب الروسى وجد مساحة سلطة على البحر المتوسط ويساوم بها مع الأمريكان وينسق مع إسرائيل، وتركيا، وإيران، عجبى يا زمن!! ألم تكن يوما وما تزال سوريا دولة عربية وقيل إن هناك تدخلات سعودية ومحاولات مصرية ومساعى تسمع عنها للجامعة العربية؟! فعلا.
الأيام أثبتت أن لا مجال سوى للدول الإقليمية لتحديد مصير سوريا..إيران وتركيا وروسيا من يجتمع ويحدد الأهداف والخطط والمعارك والتحركات.. إذًا أوراق اللعب أصبح فى يد من يحمل وحده القدرة على الأرض.. وما تبقى من كلام فهو من الخيال أو درب من الأحلام، العرب يخسرون معركة سوريا كما كان من قبل العراق.
ثالثا: لقد وصلنا إلى الداخل المصرى المصاب بكل أنواع الالتهاب، وفى آخر أيام العام نلهث من الهرولة على السلع ومتابعة مصاعب الحياة وارتفاع سعر الدولار وانخفاض مستوى الخدمات من الصحة ودواء فلا علاج أو تعليم...وسلوك وأداء متراجع بمسافات.. ويبقى لنا الأمل فى الأيام المقبلة لتظهر الإيجابيات، ونحصد فيها الثمار لكل التضحيات بعد الحسم بالقانون، والالتزام بالفريق الخبير بالتخطيط والرؤية، والتعلم بالتجربة وإلا.. فلن يبقى لنا ولكم سوى الدعاء بالصبر والسلوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة