أكرم القصاص

سفر الخروج العربى فى يد الكبار

الخميس، 29 ديسمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تولد الأعوام الجديدة من فراغ، النهايات تسلم لبدايات، والأحداث تبنى على بعضها، وخلال ست سنوات يعيش العالم العربى واقعا من الصراعات والتراجع الاقتصادى، بينما العالم يتقدم، ويبدو الصراع عربيا ضمن حرب واسعة هدفها الأسواق وليس أكثر، يدخل العالم العربى عاما جديدا وهو فى أسوأ أحواله الاقتصادية، تراجع غير مسبوق فى أسعار النفط، وتسجل موازنات الدول الأغنى عربيا عجزا ضخما، وتبدو تأثيرات ذلك فى إجراءات اقتصادية مؤلمة. 
 
هناك دول عربية خرج اقتصادها من دوائر التأثير، وتواجه مستقبلاً صعبًا، وهى، بدرجات، اليمن وسوريا وليبيا، واجهت التدمير والفوضى، وتحتاج إلى تريليونات لتستعيد وجودها، وبدرجة أقل العراق الذى يصارع لاستعادة قدرته الاقتصادية والنفطية، كل هذا يشير إلى أن العالم العربى بالعام الجديد لن يختلف كثيرا عما هو جارٍ الآن، وفى حال نجحت أى من هذه الدول فى استعادة بعض الاستقرار، فهى تحتاج لسنوات حتى يمكنها الدخول إلى دوائر الإمكان.
 
الواقع يقول إن قرار إنهاء الصراعات من الخارج، ويتوقف على مدى التوافق بين الدول الكبرى، أمريكا وروسيا وأوروبا، ومدى القدرة على فرض حل سياسى، وكيفية مواجهة التنظيمات الإرهابية التى تمثل تهديدا للمنطقة وللعالم، وهذا التوافق يقوم على مصالح هذه الدول، التى تتوزع بين تقسيم الأسواق ضمن منافسة واضحة، وبناء على توافق الدول الكبرى يمكن توقع شكل المستقبل للمنطقة العربية، ولا يستبعد قيام صراعات جديدة، ولا يغير من هذا ما يبدو فى الأفق من تقارب بين الرئيسين، الأمريكى دونالد ترامب، والروسى فلاديمير بوتين.
 
إقليميا هناك تحولات شهدتها الشهور الأخيرة، أهمها تحول تركيا من مساندة داعش والقاعدة إلى الحرب ضدهما، وترك معسكر التحالف الغربى إلى معسكر روسيا، وهو ما يجعل تركيا على شفا تحولات جديدة ويضعها مجالا لصراعات جديدة، أما إيران فإنها تستعد لمواجهة جديدة مع الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، ونفس الأمر مع بعض دول الخليج.    
 
المصالح والأسواق هى ما يحدد شكل العلاقة، وفى حال توافق الروس والأمريكان على أولوية مواجهة الإرهاب، فسوف تقترب المنطقة العربية من استقرار نسبى، لكن إذا استمر السباق التقليدى فلا يتوقع تغيير مؤثر. 
 
عمليًّا.. كل حل يميل نحو الاستقرار فى أى من هذه الجبهات يصب فى صالح الاقتصاد، وربما يخفف من أزمات مستمرة طوال ست سنوات، ليبقى العرب داخل نفق الأوراق المختلطة. وفى كل الأحوال هم فى مرمى  اختلاط أوراق اللعب الدولى، المؤثرة إقليميا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة