عبارة تتردد على لسان الكثير بمختلف طبقاتهم وأعمارهم وأنواعهم فى مختلف المواقف البشرية، وينضوى تحتها الهروب من الموقف أو بمعنى أخر التسويف والمماطلة فى هذا الأمر .
عندما يتقدم شاب لخطبة فتاة ويرغب الأهل فى رفض الطلب بلياقة يقولون هذا ليس الوقت المناسب للحديث فى هذا الأمر، وعندما يكون الأمر متعلقاً بمشروع مستقبلى تأتى تلك العبارة أيضا لتكون أول المهنئين فى مقدمات التسويف، ونقيس على ذلك الكثير من التصرفات اليومية والمعيشية .
ما أكثر التسويف فى حياتنا وما أكثر كلمة الوقت المناسب المقترنة بـ [ليس هذا] ولا ندرى متى تنتهى تلك الشماعة التى يتم تعليق التسويف عليها والنتيجة الحتمية الوقوف محلك سر دون تقدم أو تطوير فى المجتمعات أو على المستوى الشخصى، وكأن الوقت المناسب لن يأتى أبداً .
الحياة البشرية سلسلة مترابطة من الأحداث والوقائع عبارة عن حلقات متصلة إذا لم يتم محو عبارة الوقت المناسب منها لن تستمر وسينتهى بها المطاف عند أول عثرة من عثرات الحياة، كالمرض على سبيل المثال، وهنا يكون الحداد وتشييع جثامين الأمل المتمثلة فى فن التغير والتطوير فى تلك المجتمعات .
فلنُراجع أنفسنا وتاريخ حياتنا ونبحث عن عبارة الوقت المناسب، ونسأل هل رددنا تلك العبارة وكانت نتيجتها الإحباط والحزن عند رؤية النتيجة المخالفة لها، بكل تأكيد الكثير منّا ردد تلك العبارة ويعانى من ويلاتها .
يقول الشاعر [يفوز باللذات كل مغامر ويموت بالحسرات عداد العواقب] ويقول الشاعر [من يتهيب صعود الجبال يعش طول الأبد بين الحُفر] وجميع تلك الكلمات يقتلها المثل الشعبى الموروث "مِدْ لحافك على قدر رجليك".
أما آن الأون أن نقول الآن بدلا من قول ليس هذا الوقت المناسب؟،
سؤال يحمل فى طياته الكثير والكثير وكل يُغَنّى على ليلاه.
وليلاه تستحق الكثير ربما تكون لحظة فارقة فى التغيير من المعصية إلى الطاعة والقرب من الرحمن بعد الانغماس فى وحل الضلالة والبهتان، وقد تكون ليلاه أمم تنهش الكلاب فى لحومها حتى كادت تفتك بالعظام وقد وقد وقد، وكما ذكرت آنفاً كُلاً يُغنى على ليلاه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة