"الاحتفال بالمولد النبوى بدعة ولا يخلو من اشتماله على منكرات، كاختلاط الرجال بالنساء، واستعمال الأغانى والمعازف، وشرب المخدرات"، هذا هو ملخص رأى أبو إسحاق الحوينى الداعية السلفى فى حكم الاحتفال بالمولد النبوى، إلا أن دار الإفتاء المصرية قالت إن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف مباح وليس فيه بدعه، وكل ما يتداول بشأن تحريمه غير صحيح.
ونشرت الصفحة الرسمية لأبو إسحاق الحوينى، على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" فتوى عن حكم الاحتفال بالمولد النبوى، مدعومة بآراء لشيوخ سعوديين أبرزهم الشيخ ابن باز.
وقالت الفتوى التى تعبر عن رأى جموع التيار السلفى فى حكم الاحتفال بالمولد النبوى:"لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره؛ لأن ذلك من البدع المحدثة فى الدين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم، ولا التابعون لهم بإحسان فى القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أى: مردود عليه، وقال فى حديث آخر: "عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة."
وأضافت:"غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغانى والمعازف، وشرب المسكرات والمخدرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك، وهو الشرك الأكبر، وذلك بالغلو فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء ودعائه والاستغاثة به، وطلبه المدد، واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية التى يتعاطاها الكثير من الناس، حين احتفالهم بمولد النبى صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إياكم والغلو فى الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو فى الدين"، وقال عليه الصلاة والسلام: "لا تطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله"، أخرجه البخارى فى صحيحه، من حديث عمر رضى الله عنه.
فى المقابل، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف مباح وليس فيه بدعة، وكل ما يتداول بشأن تحريمه غير صحيح.
وردت الإفتاء عبر صفحتها على فيس بوك، على صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعى، ونوهت أن ما كُتب فيها على لسان رسول الله، لم يرد عنه وأن من كتبها يكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لو أراد بها خيرًا.
وشددت الإفتاء على أن الاحتفال بالمولد النبوى مباح بكل أنواع العبادات من ذكر وصلاة على النبى المختار، والصوم وقراءة القرآن، وأن الاحتفال بمولده ليس بدعة كما يدعى البعض.
بدوره قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه لا يوجد دليل على أن الاحتفال بالمولد النبوى حرام شرعا، خاصة أن المسلمين يحتفلون بهذه المناسبة تقربا من الله، ولا تشهد أى فعل يغضب الله عز وجل.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ"اليوم السابع"، أن المسلمين يحتفلون بالمولد النبوى من خلال شراء الحلوى لأسرهم وأقربائهم، وذكر الله عز وجل، وهذا لا يتضمن مظاهر تغضب الله.
قال الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، إن فتاوى السلفيين المحرمة الاحتفال بالمولد النبوى هى فتاوى متشددة، خاصة أنهم لا يستندون لأى دليل قطعى بحرمانية الاحتفال بهذا اليوم.
وأضاف شيخ الطريقة الشبراوية، أن الطرق الصوفية تحتفل بالمولد النبوى من خلال ذكر الله عز وجل وأمسيات دينية، وتشارك المسلمين احتفالاتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة