حنان شومان

الفرق بين الأدب وقلة الأدب والقبح و«الأباحة»

السبت، 03 ديسمبر 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نجيب محفوظ أيقونة يجب أن ندافع عنها.. فأدبه يقف شامخاً يدافع عنه نفسه

ربما ستكون قد قرأت عشرات بل مئات المقالات، كتبها زملاء للدفاع عن نجيب محفوظ وأدبه وقيمته، مقابل تصريحات خايبة لنائب، لم يكن أحد يعرف اسمه إلا أبناء دائرته، وربما حتى هؤلاء بعضهم بل أغلبهم لم يعرفوا من يكون، ولكنه فجأة صار اسماً أشهر من العلم، لأنه اقترن باسم يعرفه القاصى والدانى، والكبير والصغير، والمتعلم والجاهل، فوحده نجيب محفوظ يعرفه الجميع، حتى لو لم يكن يفك الخط، فما أسهل أن تشتهر فى مصر لو قذفت شجرة عملاقة بحذائك أو خلعت ملابسك فى ميدان التحرير، لذا فالسيد عضو مجلس الشعب ليس همى ولا اهتمامى مهما قال عن محفوظ أو يوسف إدريس أو السباعى وإحسان، ولكن همى الحقيقى الذى أتمنى أن يكون هم مصر جميعاً هو الملايين الذين يشبهون هذا النائب فيما يقول ويفكر وأهمهم فئة الشباب وهم كُثر!
 
أنا لست من الباحثين ولا الداعمين للقبح فى أى مجال أدبى أو فنى أو حتى فى مجال الموضة والبنيان، ولكننا فى مصر نخلط بشدة بين القبح والأباحة، وهى آفة مشارك فيها التعليم والخطاب الدينى والإعلام، وها نحن نضيف آفة جديدة حين نخلط بين الجمال والحرية وبين الحياء ومعناه ومتطلباته.
 
وسأعيد ذكر حادثة ذكرتها سابقا،ً وكانت على الهواء مباشرة شاهدها ملايين المصريين فى حفل ختام مؤتمر الشباب، حين وقف مجموعة منهم على المسرح يطلقون توصياتهم فى ختام المؤتمر وكان من بينها مطلب زيادة الرقابة على المصنفات الفنية! مطلب أذهلنى أن يأتى من شباب وليس من العجائز، شباب يمسكون بتلابيب جلباب الرقابة لتحمى حياءهم، الذى يروا أن بعض الفن يخدشه، وبدلاً من البحث عن غيره أو الاهتمام بالوقوف على أسبابه يطالبون بحمايتهم رقابياً.
 
نائب مجلس الشعب الذى يخدش حياؤه أعظم أدب أنتجه العرب، ووقع على عظمته العالم بأرفع جائزة تُمنح لأديب فى العالم، ليس وحيداً فى درب الظلام، ولكنه واحد من ملايين أفسد عقولهم التعليم العقيم، الذى ينتج ببغاوات، والحكومات المتعاقبة منذ عقود وعقود، والخطاب الدينى الذى ربط الدين ورب السموات بمظاهر، وحذف أهم وأجمل وأعظم ما فى علاقة الإنسان بربه، وهو الجوهر وليس المظهر.
 
الجمال والإبداع والفن صاروا بالنسبة لكثير من المصريين يعنوا خدش الحياء، أما القبح والأباحة فقد صارا مظهرا عاديا لا يتوقف أمامه أحد أو يصرخ مطالباً بتغيير.
 
إن الأمر جد خطير، ليس لأن نجيب محفوظ أيقونة يجب أن ندافع عنها، فأدبه يقف شامخاً يدافع عنه نفسه، ولكن لأننا جميعاً فى خطر داهم، فأغلبنا لا يستطيع التفرقة بين القبح والجمال، والأدب وقلة الأدب.
 
نجيب محفوظ أسلوب حياة، ونائب مجلس الشعب أسلوب حياة مختلفة، وكلاهما يقف وجها لوجه، فماذا عنك أنت ومع أى فريق ستكون؟

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة